|
تغالبنا المنايا |
تغالبــــنا المــــــنايا و القضـــــــــاءُ |
و نهــــرع للدمـــــوع لعــــــل دمـــــعا |
يكـــون لـــنا بحـــــــرقته الشـــــــفاءُ |
فنبــكي علَّ مهجـــتنا تعـــــــــافى |
فيشـــعل نار مهجتـنا البكـــــــــاءُ |
و يذكي الدمـــــــع نيران الحشــــايا |
أيذكــي لفــــحة النـــــــــيران مــــاءُ |
نعم إن زلزلــــت هــــذي الأراضــي |
نعم إن فجـــــرت هـذي السـماءُ |
نعم إن غاب وحـــــي الله فــينا |
نعم إن مـــــــات مــنا الأنبــــــــياءُ |
نعم إن مات خـــــير الناس طرًّا |
فــقد مـــات النبي و لا عـــــــــزاءُ |
أمــــــات محــــــــمد لا لا تقـــــولوا |
أتلك حقــــــــــيقة أم ذا ادعـــــاء |
تولهت الصحـــــابة كالحـــــــــيارى |
و لم يعصمــــهمُ مــــــــنه اهـــــتداءُ |
لأن الخطب أعظـــــم أن يجارى |
و ليـــــس لــه زوال أو جـــــــلاءُ |
فذا عـــــمــر يهـــــدد من نعــــــــاه |
و يقســــــــم أنه حــــي بــــــــــــراءُ |
و أن منافقــــــين جــــــــنوه كـــــذبا |
و قولهــم ادعـــــــاء و افـــــــــتراء |
فـــــيرجــــــــعه أبو بكــــــــــــر لآي |
من القـــــرآن معــــناها شـــفاء |
و قد كان اللقــاء بكــــل يــــــــوم |
و أما الآن قــد عــــز اللــــــــــقاء |
فقد جفت ينابيع و غاضــــــت |
و إن النـــاس للقــــيا ظـــــــماءُ |
ستـبكيه الأرامـــــل و اليــــــتامى |
ستـبكيه الصـــــبايا و النــــــــساء |
فكم واسى مصائبهم و كم قد |
أزيل بعطـــــــفه منــــــهم بـــــلاء |
كريــــــم كــــفه اليــــمنى بحــــار |
تموج و كفه اليســرى عــــطاء |
فكم فضلا جرى بيـديه خــير |
و كم فيضا جرى بيديه مـــاء |
ستبـــــكيه المكــــــارم في عـــــلاها |
سيبـــــكيه الــــترقي و العـــــــــلاء |
ستبـــــكيه الشجــــاعة و التفاني |
ستبكـــــيه البــــــــسالة و الفـــداء |
إذا اشتدت على الأصحاب حرب |
فليس لهم ســوى يده اتــــــقاء |
سيبـــــكيه السلام بكل أرض |
سيبـــــكيه التـــــآخي و الإخــــــاء |
أتاهم و الحـــروب أتت عليــــــهم |
و بينهم اعــــــتداء أو عــــــــداء |
فخلـــــــــفهم و عيشـــــهم ســــــلام |
و غادرهم و صدرهــــم صـــفاء |
فكـــم خفضت بحكمته ســيوف |
و كـــم حفظت برحمـــــته دمـــــــاء |
رحــــــيم لين ســـــــــــهل خلـــــوق |
حلـــــــيم زان منطـــــــقه الحــــياء |
ثوت هذي المكارم و اســــتراحت |
و نحــــــن أصابنا بعد العــــــــــناء |
تبســــمه الملألأ صــــــار ذكــــــــــرى |
و عيــــــناه اللـــــتان لــــنا أضــــــاؤوا |
و منطقه الفصيح العذب أضـــحى |
شعاعا في الفضاء له ســــــــناءُ |
أباحــــت رسمـــــه بين الـــــــــبرايا |
و أخفت كنز لفــظتـه الســـمــــاءُ |
محــــياه الجمــــــــيل ثــــــوى بأرض |
فأحــــــــياها نــــمــــاء و ارتـــــــواءُ |
و قامــــت روضة خضــراء تهــفـــو |
على قـــــــبر يكـــــــلله البــــــــــــهاءُ |
تـُـــرِّويه الدمـــــــــوع بكل عــــــــــين |
فليــــس لها انقضــــــــاء و انتـــهاءُ |
و ليـــس لها شفاء من جـــــــواها |
إذا اعـــتز الــــــــدواء اعـــتز داءُ |
سنحــزن كي نوفي بعـــض حـــق |
فإن الحـــــزن للغــــــالي وفــــاءُ |
شعر : محمود آدم |
|