لماذا أكره المدرسة؟ "وجهة نظر خاصة" هل ستكون عامة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو ذلك البناء الضخم المطلي باللون الأخضر؟ من هم هؤلاء البشر الذين يذهبون إليه كل يوم؟ من هن هؤلاء الفتيات اللواتي يرتدين قميصاً وتنورة؟ ما هو الكتاب؟ ما هو الصف؟ ما هي الحصص؟ من هو المعلم؟ المدرس؟ المربي؟ من هو الطالب النشيط؟ المتفوق؟ الذكي؟ المجتهد؟ الموهوب؟ المشاغب؟ الراسب؟ الكسول؟ من هي مديرة المدرسة؟ ما هي النتيجة؟ الشهادة؟ العلامة؟
أسئلة كثيرة راودتني حينما أمسكت قلمي لأكتب سبب كرهي للمدرسة، وسبب اكتئابي وأنا في الطريق إلى المدرسة، ربما وللوهلة الأولى من ينظر إلى هذه الأسئلة يجدها أسئلة لا قيمة لها، ولا داعٍ لخوض معمعةٍ صارمةٍ لأجلها. ولكن، أنا أرى أنها أسئلة حاسمة وبالأخص لي، كوني في المرحلة الثانوية، ولا أدري للآن إلى أي قسم أتجه، العلمي؟ الأدبي؟ المهني؟ أم كما تفضل أخٌ ومازحني إلى البيت؟
ربما يزداد اكتئابي يوماً عن يوم، حين أفتح نافذة الغرفة، فأنظر لأبعد الأفق معتقدةً أنني سأرى سماءً تلاصق البحر بحنانها، أو أنني سأرى منظر الشمس وهي تهوي متراقصة خجلة تختبئ خلف أمواج بحرنا المتوسط، ولكن.. أرى بدلا من كل هذا، مبنىً أحس في كثير من الأوقات أنه جاثم على صدري كالصخرة الهوجاء.
المدرسة، لو سألت أي أحد عنها سيقول أنها مكان يذهب إليه المدير، المعلم، الآذن، الطالب، بائع المقصف؛ كي يقرأ ويكتب ويرى أصدقاءه ويجد رزقه، وربما –الطالب- يتشاجر مع زملائه، ويتضارب مع هذا المدرس، ويشاغب مع المدير، ويرفع صوته على الآذن، ثم ينصرف منها إما مستفيداً مما تلقى، وحافظاً إياه، وإما فارغ العقل، مليء الجيب والفم، طويل اللسان!
إن المدرسة –برأيي- ما هي إلا مكان يتجمع فيه كل هؤلاء، كل قد أتى من بيئةٍ ومن مكانٍ محدد، يحمل أفكارا مختلفة، وأسلوباً غير الذي يتكلم به الآخرون، وسلوكاً إما منافيا وإما ملتزماً، كل قد حمل في رأسه عقلا غير عقل الآخر، فهذا ذكي، وهذا سريع الفهم، وهذا غبي!!؟ وهذا يستغبي!
صباح كل يوم، أخرج من البيت –عدا الجمعة طبعاً- متوجهة إلى هناك، منذ أن تدق الساعة السابعة، أستمر في السير مدة خمس دقائق حتى أصلها أو ما يزيد عليها، وهذا راجع إلى نشاطي، ومدى اكتئابي وشدته، والأفكار التي تلاحقني منذ الصباح، من سأرى؟ كيف سيكون يومي؟ ماذا سأستفيد؟
((طيب ليش بأروح المدرسة أصلا؟))= كثيراً ما يراودني هذا السؤال!
ثم أنتظر قليلا مع (رفيقاتي) في ساحة المدرسة العلوية، حتى يدق الجرس، ثم أتوجه إلى الطابور، فأسمع ذات الكلمات كل يوم!
( أماماً، جانباً، عالياً.........تحيا فلسطين عربية حرة،،، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الرحيم الرحمن، والصلاة والسلام على الأمين العدنان، وبعد، ناظرتي الفاضلة، أعضاء الهيئة التدريسية الأفاضل.......
تنتين تنتين وعلى الصف)!!!!
يوم السبت، أول حصة علوم، وآخر حصة رياضيات (يعني قلق أول اليوم، وآخره نشاط ذهني لأختكم!!!!)
يوم الأحد أول حصة اقتصاد، وآخر حصة إنجليزي! الاثنين، الثلاثاء، الأربعاء، الخميس...
وذات الروتين يتكرر طوااااااااااااااااااااااا ل العام!
إلا الصف الذي تأتيه رحمة من الله –تعالى- فيغيروا له برنامج يوم أو يضعوا حصة مكان حصة.
كل الذي قرأتموه هو مدرستي.
أرى كل يوم هذا الأستاذ، وهذه المعلمة، يدخلون الصف إما (منشكحين) – ثم يقلبونها على رؤوسنا فيما بعد)، وإما من أولها (ضاربين بوز)!!!
كل يوم ألقى ذات الفتيات اللواتي منهن الجيدات،ومنهن ما شاء الله! ألفاظ! كلام! حركات! لبس! طريقة مشي!
صحيح أن الزي موحد، ولكن ترى العجب العجاب فيهم! لا أدري كيف يخطن تلك الثياب، ولا أدري أصلا هل ذويهن قد رأينهن وهنّ ذاهباتٍ ( للمدرسة)؟
يا أخي، شوهن سمعة الجلباب، ترى الواحدة منهن ترتدي الجلباب وفتحته قد وصلت الركبة! الحجاب، وما أدراك ما حجابهن؟ الأذن، متروكة (فتحة تهوية)، الشعر حر طليق، (هوا كدا شعري ناعم! لحاله بسحل!!؟؟)
وفي أثناء الشرح (ويا عيني على حصة الشرح)! فلنبدأ من أول حصة، يوم السبت "العلوم"
والذي كان يدرسني قد مضى من عمره 26 عاماً، ويدرس فتياتٍ قد مضى من عمر أصغر واحد فيهن 15 عاماً!
ترى هذه واقفة على السبورة (تمسحها وتلمعها)!! والأخرى (تحاكي زميلتها من الصف الثاني في الخارج)!!
والثالثة ( نازلة طالعة كهكهكهكهكهكهكه)!!
أبداً هنا لا أتكلم عن الأستاذ، ولكن لا أدري أي تخلفٍ ذاك الذي وصل بنا، أن يعمل مدرس صغير في العمر، وعمره مقارب لعمر تلميذاته، ويأتي من أقصى القطاع إلى غزة، حتى يحصل على رزقه، فيعطي الدرس ثم يعود سالماً للبيت! ولكن...طالباتنا، لم يدعن فيها لا أستاذاً ولا غير أستاذ!
ومادة العلوم هذه!، وما أدراكم ما مادة العلوم للصف العاشر؟ والأحياء التي احتوت بداخلها ما احتوت! أبداً لا أحقر مدرسي، ولا وحدة الأحياء، ولكن...أيعقل أن يدرّس هذه المادة شاب لفتياتٍ صغيرات مراهقات (الأدب يتقطّر من جباههن)! وهن بأشكال وألوانٍ وأطيافٍ، ومدرسات العلوم قد غمرن المدرسة؟
أنا هنا لست بصدد شرح حال كل حصة، وإنما آخذ لقطة من مشاهد تتكرر يوميا.