.:.
قالت هدى..
سنذهب الى الجنة يا أماه
صرخنا في الصباح.
والسعادة شروقها يطغي على
أشعة الشمس
وحرارة الشوق في الأعماق بركان
ينفجر.
همس أخي:
" سنركض على رمال الشاطىء حفاة"
وصرخت أختي:
"سأرى السفن تزرع الحياة"
وتأملت في نفسي أسراب النوارس
محلقة دون قيود في الفضاء.
أحبتي..قالها أبي
من جحيم الواقع الى جنة البحر.
على شرفة من زبد
والشاطئ العريض يحتل المكان
كنتُ أنا الأميرة
لقصر من رمال
جدرانه أصداف
وأهله أرواح من خيال
يتقدم البحر بجبروته
تتلاطم الأمواج
تتصارع
تتقاتل
وتنكسر
لا تهدم ما بنينا
فليس البحر من يسرق من لوحاتنا الألوان
أو أن يسلب الطفولة الأحلام.
أماه
سأل أخي الصغير
لما تطير النوارس؟؟
لما تغوص في عمق البحر؟؟
وتنطلق الى أعالي السماء؟؟
تضيع هناك..
كي تحمل الأماني يا صغيري
كي تزرعها في قلب الغيوم
فتنمو هناك
وتزهر
فتنزل مع أمطار الشتاء
هيّا
هيّا يا صغيري تمنى
فقد تبصر أمانيك نور الطريق
أمسكنا حجارة كثيرة
نقشنا عليها الأماني
رميناها في البحر العميق
مطمئنة أنا
فحلمي سينام ليلته على أجنحة السحاب
على طهر التراب هناك
قرب القمر
أماه
صرخت أنا
تُرعد السماء
أترى الأحلام قد تحققت؟؟
أترى قد وصلت بهذه السرعة؟؟
أماه....أبتاه...أحبتي
لما لا ينفع النداء
لا أرى
سوى حطام
أجزاء مبعثرة
أشلاء
لا أميّزهم
أهزّك أماه ألا استيقظي
أبتاه دعنا نعود
أصرخ
أتوه
وأبكي
أبكي حين لا ينفع البكاء.
رحل الذين أحبهم
ساروا الى حيث لا يعودون
ذهبوا على درب الأوفياء.
أيتها النوارس ساعديني
أعيدي أحبتي
أيتها السفن التي تحصد الأرواح
تزرع الموت والبلاء.
أيها البحر أأنت الذي أطلقت
الموت علينا؟؟
لا
أدركتها الآن
ليس البحر
هو غدر البشر
حين تفقد الطفولة بأعينهم معنى الحياة.
هي أنا هدى الصغيرة
لست حكاية للذكريات
بل تذكير للحوادث والآهات
لا تبكني يا أمة الصمت
فليست الدموع تعيد أمي إليّ
وضحكة أخي الصغير
وحضن أبي الحنون
تذكير أنا ولست ذكريات
أبي.. ذهبتم الى الجنة فعلا
وأنا تحت قسوة الجلاد
أبكي وحدي!
(هدى غالية)
جارة الوادي / 12-6-2006
.:.