أرفع الهام معتزا..كلما رأيت مشهدا من مشاهد البطولة في ثغر العزة الأول على أرض الرباط.. وأغض الطرف حياء.. في الحديث عنهم هكذ.. عن بعد..
إنهم -والأخ الحبيب الفقيد أحدهم- هم من يصنعون لأولادنا وأحفادنا بشهادتهم، وبجهادهم، بمعاناتهم، وببطولاتهم، بآلامهم، وبصمودهم.. ما عجزنا عن صنعه حتى الآن، من أسباب الحياة العزيزة الحرة الكريمة.
نحار فتحار كلماتنا ما بين التهنئة بالشهادة.. التي نتغنى بها شعرا ونثرا ولا ينالها إلا بعضنا عزا وفخرا..
وما بين التعبير عن الألم لفراق أحبة.. كنا نحسب ونحن نحاورهم أننا نسير معا، جنبا إلى جنب، على الطريق التي آمنا بأنها توصل لمرضاة الله دنيا وآخرة.. وإذا بنا نكتشف بشهادتهم أننا هنا..في أماكننا ومواقعنا المتعددة.. وأنهم هناك بلغوا قمما سامقة سامية.. مازلنا نتطلع إليها بأبصارنا.. عن بعد
إن غزة التي ينتسب إليها هذا الشهيد ورفاقه على طريق الحسنيين، من الأطفال والنساء والشيوخ ومن الشباب المجاهد الصامد صانع البطولات المعجزة، هي الثغر الذي حق على أمتنا أن تنتسب إليه.. وكم نقول إن فلانا (أمة) على غرار ما كان عليه ابو الأنبياء.. وها نحن نشهد في غزة.. كم اجتمع فيها من الأمم، من العمالقة في صفحات التاريخ.. منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر..
إن هؤلاء الذين يصنعون الحياة بشهادتهم، هم الجديرون بنصر الله.. ونسأل الله تعالى أن يتغمدهم برحمته ويغمرهم بفضله ورضوانه.. وينزل سكينته على ذويهم من بعدهم، وأن يثبتناعلى طريقهم.