يسألونني: لماذا ؟
فأجبتُهم لهم : لهذا ؟
أنا لن أحلُمَ بعدَ اليومِ أحلاماً ورديّة ، أحلامي دفنتُها لحينِ يأذنُ اللهُ فأراها صدقاً جليّا .
و لن أؤمِنَ بعد اليومِ بوجودِ نبيّ بينكم ، و لا حتّى وليٍّ ؛
بل سأهربُ منَ الذي يُنادي في وسَطِ الاشهادِ أنّ اللهُ قد اختارَهُ ولياّ .
لن أحلُمَ بعد اليوم ، و لن أرسُمَ مشهداً أكبرَ من واقعي ، فيصعقُني و يحرِقُ ما بقيَ من وقودِ الأملِ لديّا .
أنا لن احلمَ ، بل سأمشي مطأطئاً رأسي ، أمشي الهويناَ ، أمشي عزيز النّفسِ ، و أحلامي في صدري يقينا ، مطويّة .
و لن أحلمَ بعد اليومِ أحلاماً تُباعُ غداً في سوقٍ لا يربحُ فيها إلاّ الكاذبونَ .
أحلامي ستبقى دفينةً حزينةً ، حتى يبعثُها اللهُ بقدرتِهِ في بضعِ سنينَ .