|
الكونُ جلَّلَهُ السعودُ وكبَّرا![](clear.gif) |
في ليلةٍ خيرُ العبادِ بها سرى |
في ليلةٍ نادى المهيمنُ حِبَّهُ![](clear.gif) |
مُلِئَتْ عبيراً .. بل ومسكاً أذفرا |
هي دعوةٌ منَّا إليكَ حبيبَنا![](clear.gif) |
إنْ زادَ شوقُكَ كانَ شوقي أكبرا |
أكرمْ بها من دعوةٍ علويةٍ![](clear.gif) |
من عند من للخَلق طُراً قد بَرا |
يدعوكَ ربُّكَ كي تزورَ جنابَهُ![](clear.gif) |
لتُشاهدَ المستورَ عن كل الورى |
وسريتَ بالجسمِ المشرَّفِ يقظةً![](clear.gif) |
ما كانَ يا مختارُ حُلْمَاً في الكَرى |
وسريتَ للبيتِ المبارك حولَهُ![](clear.gif) |
فازدانَ لما جئته وتَعَطَّرا |
شاهدتمو عجباً عُجاباً سيدي![](clear.gif) |
ولأهلِ مكةَ قد أتيتَ مُخَبِّرا |
أبصرتَ قوماً يزرعونَ وزرعُهم![](clear.gif) |
بعدَ الحصادِ يعودُ غَضَّاً أخضَرا |
مَنْ هؤلاءِ القومُ ؟ قيلَ لكم همو![](clear.gif) |
كانوا رجالاً في الحياةِ أكابرا |
حملوا النفوسَ على الأكفِّ وأقسموا![](clear.gif) |
ألاَّ يكونَ الدينُ يوماً صاغِرا |
أهلُ الجهادِ أجورُهُم يا سيدي![](clear.gif) |
اللهُ قدَّرَ أنْ تزيدَ وتكْبُرا |
ورأيتَ أقواماً تُدقُ رؤوسُهم![](clear.gif) |
وقد استحقوا أنْ تُدَقَّ وتُكْسَرا |
قد ضيعوا فرضَ الصلاةِ لأنهم![](clear.gif) |
شغلوا النفوسَ بما يُباعُ ويُشْترى |
ورأيتَ قوماً كالبيوتِ بطونُهم![](clear.gif) |
هذا الذي عنه الرِبا قدْ أسفرا |
ورأيتَ قوماً يتركونَ أمامَهم![](clear.gif) |
لحماً نضيجاً طيباً ومُطَهَّرا |
بل يبحثونَ عن الحرامِ سفاهةً![](clear.gif) |
لحماً خبيثاً لا يُشَمُّ ولا يُرى |
وسألتَ عن أحوالِهم وفِعالِهم![](clear.gif) |
مَنْ هؤلاءِ القومُ ؟ بل ماذا أرى؟ |
جبريلُ خبرني الحقيقةَ يا أخي![](clear.gif) |
فأجابَ جبريلُ الأمينُ مُخَبِّرا |
إن الذين رأيتَهم يا سيدي![](clear.gif) |
لهمو الزناةُ وبئسَ قوماً مَنْ تَرى |
ورأيتَ ثّمَّ رأيتَ مُلكاً ظاهراً![](clear.gif) |
كلٌ بدا لكَ في الغيوبِ مُسَطَّرا |
ويقولُ ربُ العرشِِ جلَّ جلالُهُ![](clear.gif) |
للمصطفى بالفضلِ مِنْ بينِ الورى |
إن كان أهلُ الأرضِ عنكَ تخلفوا![](clear.gif) |
فلترتفعْ يا حِبُّ عن هذا الثرى |
إن ضاقت الأرضُ الفسيحةُ حِِبَّنَا![](clear.gif) |
فسماءُ ربِّكَ قد غدتْ بكَ أجدرا |
هذي السما قد فُتِّحَتْ أبوابُها![](clear.gif) |
تستقبلُ المختارَ بدراً نَيِّرا |
لما أتيتَ إلى السماواتِ العُلى![](clear.gif) |
بقدومِكم جبريلُ كانَ مُبشِّرا |
جبريلُ قدَّمَكم عليهِ حَبيبَنا![](clear.gif) |
بل عنكَ فى هذا المقامِ تأخَّرا |
هذا مقامٌ ليسَ يدركُ كُنْهَهُ![](clear.gif) |
جِنٌ ولا إِنسٌ ولا مَلَكٌ يُرى |
وبكم ملائكةُ السماءِ قد احتَفوا![](clear.gif) |
وحُبيتَ عند الله حظاً أوفرا |
وهناك في اللا كيفَ كنت َ حبيبَنا![](clear.gif) |
نوراً بنور الله صارَ مُنورا |
لكمو التحياتُ الزكية ربَّنا![](clear.gif) |
لمقامكم يا ربُّ جئتُ مكبرا |
وسمعتَ من ربِ السماوات العلى![](clear.gif) |
قولاً أرقَّ من النسيمِ إذا سرى |
وعليكمو منى السلامُ حبيبَنا![](clear.gif) |
رحماتُنا تترى على خير الورى |
وعلى العبادِ الصالحين سلامُنا![](clear.gif) |
من أجلكم حتى تكونَ مبشرا |
أعطيتُكم منى حبيبيَ خمسةً![](clear.gif) |
لم يُعْطََها أحدٌ مشى فوق الثرى |
أنا قد بعثتُك للخلائقِ كلها![](clear.gif) |
كيما تكونَ مبشراً ومحذرا |
ونصرتُكم بالرعبِ شهراً كاملاً![](clear.gif) |
منك الأعادي يرجعون القهقرى |
وكذا الغنائمُ كلُها حِلٌ لكم![](clear.gif) |
ولكم صعيدُ الأرضِ صارَ مُطهَّرا |
ولقد منحتُكَ فوقَ ذاكَ شفاعةً![](clear.gif) |
عظمى وذلكَ يومَ يجتمعُ الورى |
ولواؤك المعقودُ يُعلي قدرَكم![](clear.gif) |
يومَ القيامةِ فوقَ هاماتِ الذُرى |
هذى عطايانا " محمدُ " فاستلمْ![](clear.gif) |
واهنأْ فمنَا قد مُنحتَ الكوثرا |
بركاتُنا يا مصطفى أحللتُها![](clear.gif) |
مني عليكَ وإن ذا بعضُ القِرى |
إني كشفتُ الحُجْبَ عنكَ حبيبَنا![](clear.gif) |
ما كانَ وجْهِيَ عنكَ أنتَ لِيُسْتَرا |
تِهْ يا « محمدُ » أنتَ أفضلُ خلقِنا![](clear.gif) |
هذا مقامُك حقُكُم أن تَفْخَرا |
ودنوتَ حتى إن قربَكَ سيدي![](clear.gif) |
مِنْ ربِّ هذا الكونِ كانَ مُقَدَّرا |
فكقابِِ قوسينِ المسافةُ بينكم![](clear.gif) |
بلْ كانَ قُربُكَ يا « محمدُ » أكثرا |
ما زاغَ طَرفُكَ لحظةً يا سيدي![](clear.gif) |
كلا ولا كَذَبَ الفؤادُ وقدْ دَرى |
ما زاغَ طَرفُك يا حبيبي لحظةً![](clear.gif) |
بلْ كنتَ تدركُ جيداً ماذا ترى |
وترددتْ خطواتُكم يا سيدي![](clear.gif) |
ما بينَ ربِّكَ والكليمِ لكى يَرى |
نورَ الجلالِ على جبينِكَ ظاهراً![](clear.gif) |
ارجعْ « محمدُ » لا تكنْ مُتَحَيِّرا |
إني بلوتُ الخلقَ قبلكَ لم أجدْ![](clear.gif) |
إلا الأَقِلةَ يا« محمدُ » صَابرا |
وهنا يقولُ اللهُ في عَليائِهِ![](clear.gif) |
أقبلْ إلينا الآنَ يا خيرَ الورى |
قد صارَ فرضيَ يا «محمدُ » خمسةً![](clear.gif) |
فرجعتَ «أحمدُ »ضاحِكاً مُسْتَبْشِرا |
هى ليلةٌ قد كانَ وجهُكَ سَيدي![](clear.gif) |
كالشمسِ لا بلْ كانَ وجْهُكَ أنورا |
وأتى الصباحُ فجئتً تُخبرُ سيدي![](clear.gif) |
فترى أبا جهلٍٍ لقولِكمو انبرى |
شهرٌ ذهابٌ.. ثم شهرٌ عودةٌ![](clear.gif) |
تقضيهِ أنتَ بليلةٍ .. ماذا جرى ؟! |
لو قد جمعتُ الناسَ تُخْبِرُهم بما![](clear.gif) |
أخبرتَنى..فتقول دونَكَ ما ترى |
وإذا شقيُ القومِ يصرخُ فيهمو![](clear.gif) |
نادى الجميعَ لكي يجيئَ ويَحْضُرا |
إن كانَ قولُكَ فيهِ بعضُ حقيقةٍ![](clear.gif) |
قُمْ وانعت الأقصى الكريمَ مُخبِّرا |
وإذا بربِّ الكونِ يأمرُ جُندَهُ![](clear.gif) |
أن ينقلوا الأقصى لكم كي تنظرا |
أخبرتهم بالعيرِ سوف تجيئهم![](clear.gif) |
وبَعيِرُهُم قد ندَّ .. قلتَ مُذكرا |
وتحقق الإخبارُ منكم سيدي![](clear.gif) |
كالبدرِ في الظلماءِ لاحَ فأسفرا |
ودلائلُ الصدقِ المبينِ تضافرتْ![](clear.gif) |
ماذا يقولُ من ادَّعى أو أنكرا؟؟ |
ويعاندُ الأعمى أبو جهلِ الذي![](clear.gif) |
قد راحَ يُنْكرُ كلَّ ما قدْ أبصرا |
عرف الحقيقة قلبه لكنه![](clear.gif) |
قد لجَّ في غلوائه مستكبرا |
هيا بنا لنُخَبِّرَ ابنَ قُحافَةٍ![](clear.gif) |
هذا حَريٌ أنْ يُقالَ ويُذْكرا |
أَسمعتَ يا ابنَ قُحافَةٍ ماذا جرى!!![](clear.gif) |
هذا « محمدُ » راحَ يُخبرُ بالفِرى |
ويقولُ خيرُ الخلْقِ بعدَ «محمدٍ»![](clear.gif) |
إني أصدِّقُ كلَّ ما قدْ أخبرا |
إن كانَ قالَ فصادقٌ ومصدقٌ![](clear.gif) |
ما كانَ « أحمدُ » كاذباً ومُزوِّرا |
هي رحلة جلَّتْ مشاهدُها التي![](clear.gif) |
شاهدتها عن أن تُعدَّ وتُحصرا |
يا ربُّ فاجمعْ شملَنا وأمدَّنا![](clear.gif) |
بالعونِ منكَ لكي نعودَ فننصرا |
يا رب حررْ قدسَنا وديارَنا![](clear.gif) |
واجعلْ لنا نصراً يكونُ مؤزرا |
بلغْ رسولَ اللهِ أشواقي لهُ![](clear.gif) |
وابعثْ لهُ مني السلامَ مُعطرا |
سبحانَكَ اللهمَّ خيرَ مُؤيدٍ![](clear.gif) |
ثُم الصلاةُ على المُكَرَّمِ بالسرى |