الولد "حسام" وأخوه "فتحى "ولداى التوأم..لايكفان عن العراك فى الفترة الأخيرة والسبب كرسى صغير فى حجرتهما المشتركة ..يود كلاهما ان يسيطر عليه دون الاخر .حاولت أن أقنعهما بأنه من الممكن أن يتبادلا الجلوس عليه دون عراك أو مشاكل؛تذهب محاولاتى سدى.
بالأمس وانا فى الصالة أمام التلفاز انتظر أخبار التاسعة ، سمعت ضجيجا ياتى من حجرتهما..لم اتحرك..اعتدت ذلك فى الاونة الأخيرة. اشتد صراخ "فتحى " ثم اشتد صراع " حسام " .سمعت تقاذف الكتب ، الوسائد،تكسير البراويز وتمزيق الملابس..دقائق وهدأ ضجيجهما وصراخهما تريجيا..تسللت إلى الحجرة ..فتحتها برفق، ألقيت نظرة فرأيت الحجرة كمقلب نفايات، جاء عليها واطيها ووجدتهما ممدين على الأرض من فرط الإعياء ورأيت الكرسى مقلوبا فى ركن الحجرة ،عدت إلى الصالة ،طالعتنى عناوين الأخبار .
"....خسائر بشرية ومادية فادحة فى الصراع بين فتح وحماس بالأراضى الفلسطينية ..."
تناولت الريموت كنترول ،تجولت بين المحطات الفضائية فى فتور..غفوت ،ضغطت زر إغلاق..ونمت.
فى الصباح الباكر..أستيقظ على طرقات شديدة ودق عنيف فى حجرة الولدين ..أنظر من ثقب الباب، أجدهما يحاولان إصلاح الكرسى سويا ...أبتسم وأعود إلى حجرتى .