أستأذن الجميع للرد على أديبتنا ربيحة وسأعود بعدها لكل كريم رد هنا أشكره بذاته.
الأديبة المبدعة ربيحة:
لا أحسب أن فن القصة القصيرة يكتب إلا لطرح فكرة ما وليس لسرد حدث ما ، وأزعم أن هذه الخاصية هي أحد أهم الفروقات بين القصة والقصة القصيرة إذ لا أرب من ذكر حدث لذاته لا يمكن أن يوصل فكرة ما في ذاته أو لا يمكن على فهم ما إسقاطه.
وعليه فإني لا أكتب القصة القصيرة إلا بهذا المفهوم أي أنني أجعل الأحداث ذات سردية وواقعية في سياق متصل ولكنها تحتاج إلى إعمال الفكر للوصول إلى الغاية منها والفكرة التي تريد أن توصلها وغالبا ما يكون هذا بالقياس أو بالإسقاط وأجنح غالبا لوضح المفتاح في العنوان.
هنا كل القصة وكل التفصيلات الدقيقة توصل للغاية التي تراد من هذه القصة ومفتاح ذلك كله في العنوان كما أسلفت "نكهة".
أنت وكما أرى توقفت عند حدود ظاهر النص وتواتر الحدث معتادا بكل التفصيلات ، ولكن ما أردت أن أقوله هو أن الكلمة وإن كانت كاذبة أو حاقدة أو غير مقنعة تترك في النفس أثرا لا يمكن تجاوزه إلا من نفوس كبيرة حقا ومنصفة حقا. وهذا الأمر في تقديري أقصد أثر الكلمة في النفس هو ما يمكن أن يرجع إليه نصف مشكلات الكون إن لم يكن أكثر ، وهي للأسف سلاح قوي في يد كل مغرض أو حاقد ليفسد على المرء أهله وأحبابه وأصحابه.
هنا علاقة هانئة بين رجل وزوجه قائمة على الحب والحرص والثقة لأكثر من عشرين سنة ، وذكريات ومواقف كثيرة في الرضا والغضب تؤكد متانة هذه العلاقة وتكشف دقائق النفوس صافية كالبلور بينهما ، وعطاء متبادل ومشاعر حميمية في كل حالات النفس تبرهن على الكثير والكثير ، لكن ذلك لم يمنع تأثر النفس عند تلك المرأة وفقدانها نكهة ما تأكل بكلمة حاقدة من أختها ؛ هي تعرفها وتعرف أنها تكذب وتقصد التكدير ، وهي تعرف زوجها وتعرف خلقه وحرصه ومشاعره لعقود ، وهي سمعت زوجها يقسم ويؤكد أن الأمر ليس كما قالت ، ولكن ذلك الإحساس قد وقع في النفس للأسف ولم يشفع أي من هذا كله في عدم تأثرها ومن ثم تصرفها تبعا لتلك الكلمة.
وهنا نقول بأن الصواب أن لا تلقي هذه المرأة للأمر بالا ، بل وأن تجعل من عشرة السنين وصدق العلاقة والذكريات الجميلة سببا للعذر لو حصل ما هو أكثر من ذلك وإلا فما معنى الحب وما قيمة الود وما أرب العلاقة؟!
وهذا الذي حدث هنا بين رجل وزوجه وقد تم اختيارهما لتأكيد متانة العلاقة وطول أمدها يحدث للأسف بين الناس والأصحاب فيسهل تغيير الصاحب على الصاحب والقريب على القريب والأخ على الأخ دون أي اعتبار لكل ما كان من صدق ووفاء ونقاء وإخاء وبكلمة رخيصة من حاقد أو حاقدة يقبلها الصديق ويتأثر بها وهو أعلم الناس بكذبها وزورها وبصدق ذلك الصاحب ووفاء قلبه.
لكنها الحياة أيتها الكريمة ، ولكنها النفوس التي أخبثت في هذا الزمان المر إلا من رحم ربي.
ما كنت أحب أن أوضح القصة بنفسي ، ولكن لعلك تعيدين قراءتها الآن فأسمع رأيك الكريم مجددا وهو محل اعتبار ، وأنا لست قاصا ولا أكتب القصة إلا لماما لمشاركة الأحباب هنا في قسم القصة.
أهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.
تحياتي