ككل مرة يوقفه التصفيق الذي تهتز له أرجاء القاعة ، و يستغل تلك اللحظات ليرتشف شربة ماء ثم يسترسل في الإنشاد ،
دائما يحرص على توزيع نظراته على جميع الحاضرين ، لكنه هذه المرة لم يستطع أن يغادر بعينيه تلك المقاعد التي شغلتها زوجته و بناته .
مبتسما كعادته ينهي أول جزء من أمسيته ، و ينحني تحية لعازف العود الذي يرافقه منذ سنوات ،
ثم يعود لتحية جمهوره ،يتسابق إليه المعجبون ، هذا يريد توقيعا ، و هذه تريد صورة ،
و هذا يريد تحديد موعد لمقابلة صحفية ..،
-أنت ، يا أنت ،
يلتفت في اتجاه الصوت .
-ألم أخبرك بألا تأتي اليوم لأن المدير سيكون هنا ؟هيا اخرج قبل أن يراك أحد ، أخرج في الحال .
لم يظهر أي اهتمام للحارس ، طوى صفحات ديوانه الوحيد ، و ووضعه على صدره ،عانقه ،
ثم سار ببطء إلى خارج المبنى.