|
صنوف الفقر عاثـت في الجُيـوب |
|
|
وأثقلـت الحيــاة على القلــوب |
عسـى الأيـام تُهلكهـا وتُـدمي |
|
|
مراكبهـا المليئــة بالخطــوب |
غزتنـا كالوحوش من الضَّـواري |
|
|
إذا نهشـت تُعـربد في الـدُّروب |
يداهـا بالغـلاءِ طـوتْ صِحافـاً |
|
|
وأرهقَـتِ الفقيـر من الوَجيــب |
ومِخلبهــا يُهاجـم دون قيــدٍ |
|
|
جدار البـؤْس في الجَـسد الكئيب |
فأضحى بالحصار شـبيهَ ثـوبٍِ |
|
|
ملـيءٍ بالمواجـع والثُّقــوب |
فلا هو في الصِّـراع يـردُّ بأسـاً |
|
|
ولا هـو للعليـلِ يـد الطبيــب |
يُهاجمـه الغـلاء وليس يَقـوى |
|
|
علـى درءِ المخاطِـر والهُـروب |
فمن هـوَ للفقيـر يـداً تُواسـي |
|
|
ومن هـوفي النَّـوائب والكُــروب |
ومن للبـائسـين يُنيـر دربــاً |
|
|
تـوغَّل في فـمٍ مُـرٍّ جَـديب |
يُكبِّلـهم جُنـون السِّــعرِ حتـى |
|
|
ذوت قســماتهم بيـن النُّـدوب |
وزاغـت في محاجرهـا عيـونٌ |
|
|
من التحديـق في الوطنِ السَّـليب |
وما وطنُ الفقيـر سـوى رغيفٍ |
|
|
يُكفِّـرُ باسـمه أعتى الذُّنــوب |
وهـل للجائعـين فـمٌ يُنــادي |
|
|
بغير مواجع الجَـوْفِ الغَضـوب |
سـحابةُ عُمرهِ المزروع نخــلاً |
|
|
تبعثـر جنيُهـا قبْـل المغُــيب |
فمن للمرفـأِ المحـزونِ خِــلاًّ |
|
|
يُعيـد المـوج للـرُّكن الرَّحيـب |
ومن ذا يملأُ الجـوْف احتفـالاً |
|
|
وقد صرع الغـلاءُ حِجى اللبيـب |
تعـاقره المَدامـعُ حيـن يصحـو |
|
|
من الترحـال في شـفة الغـروب |
فَيصْبحُ يومـه شَــبِقاً لِنعــلٍ |
|
|
يقـودُ خُطـاه للماضي المَهيـب |
ويسرقُ من عيون الأمـس ذكرى |
|
|
حكايـاتِ التَّمتُّــع بالطيــوب |
ســقى الخلاق هاتيك الليــالي |
|
|
بخير الذِّكـر كالمُـزْنِ السـَّكوب |
أتينـاهـا نوافِــذَ حالمــاتٍ |
|
|
ولـم ننعم بصـوتِ العندليـب |