|
يا راحلين إلـى منـىً بِقِيـادي |
(إني فقيرٌ مَنْ إليّ بزاد) |
( كَمْ ذَا انْتَظرْتُ لكي أفوز بقرْبكمْ) |
هيّجتموا يومَ الرحيـل فُـؤادي |
سِرْتمْ وسَار دليلكمْ ، يا وَحْشتـي |
(إنْ لمْ أُوَفّقْ مِثلَكمْ لمُرادي) |
(منْ دونِ وصْلِكمُ أُقلّبُ في الجَوى) |
فالشّوْق أقلقني وَصَوْتُ الحَـادي |
وحَرَمْتُموا جَفْني المنام ببعْدكـُم |
(و انسلَّ دمعي فاضِحا لجِلادي) |
(إنْي هُنا قدْ جِئْتكمْ في لَهْفَة) |
يا ساكنين المنحنـى والـوَادي |
ويَلوحُ لي مابيْن زمزَم والصّفـا |
(طيفُ الحَبيبِ يحُفّني بوِِداد) |
(قد ذبتُ في ركْبُ الحجيج مُلبّيا ) |
عند المَقَامِ سَمِعْتُ صوْتُ منادٍ |
ويقول لي يانَائِما جُـدّ السُـرى |
(هاذي المنَاسك زُيّنت بقلادي) |
(قمْ يا حبيبي واغْتنِم تِلك الرّبى) |
عرفاتُ تجْلو كلَّ قلبٍ صَـادٍ |
من نال من عرفاتَ نظرَةَ ساعةٍ |
(فكأنه قَدْ فازَ بالآماد) |
(قد أفلحَ العَبْدُ الضّعيف بِسَعْيِهِ) |
نال السـرورَ ونال كل مـرادٍ |
تالله ما أحْلى المَبيت على مِنًـى |
(و الناسُ في ذاك الصعيد تنادي ) |
(إنّ السّمَاء تفتّحَت لدُعائِهم) |
في ليْل عيدٍ أبـركِ الأعيـادِ |
ضحّوا ضَحَايَاهُمْ وسَال دِمَاؤُها |
( و لَها تَهَلّل حاضِرٌ و البادي) |
(نَحَروا فأشرَقَ قلبهم من هَدْيِهم) |
وأنا المتيّم قد نَحَـرْتُ فـؤادي |
لبِسُوا الثّيابَ البِِيضَ شارَاتِ اللقاء |
(و لبسْتُ ذنبي باديَ الإجهاد) |
(يا ويحَ نفْسي إنّهمْ في زَهْوَةٍ) |
وأنَا المُلَوّع قَدْ لَبسْـت سَـوادي |
ياربّ أنتَ وَصَلْتَهُمْ صِلْني بِهِـمْ |
(فبِأَرْضِهِمْ سَكَنَ الثرى أجدادي) |
(و هم الأحِبّةُ قَدْ أََتَوْكَ قَوَافِلا ) |
فبِحَقّهِـمْ يَـا رَبُّ فُـكَّ قِيـادي |
فإذا وصلتـمْ سالِميـنَ فبَلّغـوا |
( حُبّي إلى السّاعين بالأعْدَاد) |
(و لتقْرِئُوا فَضْْلا عليّ تكَرُّما ) |
منّي السّلامَ أُُهَيْـلَ ذاكَ الـوَادي |
قُولوا لَهمْ عَبْـدُ الرّحيـم مُتَيـّمٌ |
(بِكُمُ وَ لَيْسَ يُطيقُ قَهْرَ بِعاد ) |
(و إلَيْكُمُ شَدّ الرّحالَ مُودِّعٌ) |
ومُفَـارِقُ الأَحـبَـاب وَالأولادِ |
صلى عليك الله يا علـم الهـدى |
(يا حَاشِرَ الأَرْواحِ و الأَجْسَاد ) |
(ما غنّتِ الأطْيارُ في أَعْشَاشِها) |
ما سَـار رَكْبٌ أوْ تَرَنَّـمَ حـادٍ |