|
حُلُمِي قرأتُكَ حين طوَّقَني الكرى |
بذراعِه حتى تَنامَ وأَسْهَرَا |
وقرأتُ فيك ملاعبي وبراءتي |
وإدانتي صارتْ لطفلي دفترا |
فيها يراني في مقارعة الخطى |
فيثور في وجه الظروفِ تأثُّرا |
وقصيدتي العذراءُ يرجعُها كما |
عاشتْ بتولا لا يلامسها الثرى |
بيضاءَ لم يطمثْ مفاتنَ شعرِها |
قلمٌ ،لتبقى مثلَ مريم للورى |
وحفظتُ عنْكَ: الليلُ يطوي حافيا |
نوماً على قدمِ الشرود تسمَّرا |
فاسمحْ لموتي أن يسابقَه الرضا |
وبمأتمي أمشي ورائي القهقرى |
ولكي تدوسَ على جنوني لم تجد |
ساقا تطارحُها الهروبَ تَعثُّرَا |
أَ لمََحَتَ في ريفِ العواطفِ كوكباً |
بقيمص شِعْرِ فكَّ أزرارَ القرى؟ |
وتعرَّضت شفتاك حين تزاحمت |
بفمي القوافي للسؤال المفترى؟ |
ماذا يضيرُ إذا ارتكبنا فرحةً |
منسيَّةً منها الصوابُ تطيَّرا؟ |
والليل ماذا يستفيد لو ادَّعت |
ظلماتُه أنَّا احترقنا كي نرى |
أو أبصر اللغزَ الضريرَ محبةً |
ماذا يقدِّمُ أو يُؤخِّر يا ترى؟ |
بدر ينوح بخاطري وعليه ما |
يدعو لمأدبةِ البكاء لما جرى |
ويحي قرار السعد أضحى تهمة |
لفم بآيات الهدوء تطهَّرا |
حزني على وجهي أراه وفي دمي |
أيضا وفي شعري أراه تخثَّرا |
والوجد عاد وكنت أحسب أنه |
لو عاد لا يأتي لنا مستعمرا |
وكما لمرآتي يلاحقني إذا |
حاولت تظليلي بها حتى أرى |
أَ تُراهُ يقدرُ أن يضمَّ أريجُه |
أنثى بذكراها العفافُ تعطرا؟ |
حيث ابتزاز العشب تحت وصاية |
الأشواك ألبستِ الضحى طهر القرى |
من أجلكِ الطرقَ الكفيفةَ أبصرتْ |
قدماي ،والقلب الوديع ليُخْبِرا |
كم مرة حاولت أن أنسى يديْ |
بيديكِ كي أجد السلام معطرا |
لكنني آثرت أنساني لدى |
عينيكِ حتى لا يغالبني الكرى |
أجترُّ صبرا من مخالب غرفة |
ضاقت عليَّ بما تيسر للذرا |
منِّي انتقلتِ إليَّ عبر حفاوتي |
وجعلتِ شعرَكِ للطهارة منبرا |
بكِ قد حصلتُ على العفاف ولم أزل |
أسعى لِيَمْلُكَنِي العفافُ لأَطْهُرَا |
أكبرتُ فيك السير يخنق خطوة |
عرجاء حتى تستقيم لأبصرا |
وتظل فوق وسادة الصدر التي |
سهرت لأجلك ، هائما متحيرا |
وأبيتُ في عينيك أنظر فاقتي |
ليد ترافقني الضياع لأُشْتَرَى |
في حضرة النجم الأخير تبعته |
فوجدته بين الهموم مخدرا |
ورأيت في وجه السعادة دمعة |
قفزت وكنت أظن كفي لا ترى |
فإذا بها عمياء تجهش بالدجى |
وأنامل الإصغاء تمسح ما جرى |
الويل أحمر لا يطيق براءة |
ليعيش في كنف الغواية أحمرا |
من أي باديةِ الهمومِ أتيتنا |
يا أيُّها الرَّملُ الرَّجيمُ لتمطرا؟؟ |
ضيما رماديا توحَّشَ غيمُه |
فأجاد تمرين النعومةِ مظهرا |
ما كنت أسمع أو أرى في غصتي |
إلا الدعاء البكر حين تحررا |
أخشى عليكِ من القصيد، وبابُه |
إن مسَّه الإصرارُ أن يتذكرا |
وأخاف من شعري إذا لامستُهُ |
بأصابعي الخرساء أن يتفجرا |
لا بد من ليل لقرطاس الرؤى |
كي يصحوَ الأمل الجريء ويسكرا |
ولأنكِ الماء المضاف إلى الندى |
غيمُ الدجى لابد أن يتبخرا |
وبه تركت قصيدة عذراء لم |
أحنث بها قلما بحزني قد درى |
يا من تركتِ لي النهار وديعة |
ومنحتني فرص الجناح لأَكْبُرَا |
أعلمتِ أني بالقصيدةِ مؤمنٌ |
وإرادةُ الأطلالِ لن تتكسرا |
ولو استطعتُ إلى القوافي عودةً |
أو ردةً، شعري يظل مسيَّرا |
وعلمت أنكِ آيةً نزلتْ على |
قلبٍ تطهره الهدى كي يبصرا |
بيد تعيد الذكر غضا يافعا |
لدمي وبالأخرى شعورا أخضرا |
أدمنتها عشق العطور لوردة |
لأريجها الوصف الجميل تجمهرا |
سأغيب ملءَ الشعر ألفَ قصيدةٍ |
وأذوقُ طعمَ الهجرِ حتى أُعْذَرَا |
لا ريب إن قلعت خيام قصيدتي |
ستموت واقفةَ الطلولِ تَصَحُّرَا |
ولكي أعيش أسيرَ قَلْبِكِ يا هدى |
لابد (أن آتي) إليكِ مُحَرِّرَا |