راهب الرمل
أيا طفلة الزيتونِ.. والتينِ.. والحقلِ بربك ما تبغين من راهب الرملِ؟ تركت النُّجيل الغض يُلبِسه الندى لُجيناً ويلقي بالسواسنِ والفُلِّ تركتِ الجنان الخُضْر زرقاً مياهُها وأقبلتِ تستسقين من عطش النخلِ تبثّين نطقاً خلف ثغرٍ منضّدٍ كزهر الأقاحي شابهُ عسلُ النحلِ وترمين نحوي الطرفَ من تحت حاجب هو الّنونُ إلا أن نقطتَه تغلي وما أنا إلا سدرةٌ جف جذعها ولا خيرَ بي إلا قليلٌ من الظلِّ تساقطت الأوراق قبلكِ وارتمتْ على الأرض أغصاني مفتتةَ الشملِ أنا حطَبٌ إن شئت شبّيه جذوةً لتستدفئي منه هزيعاً من الليلِ ولا تبحثي عندي عن الحب والصِّبا فقد مات قلبي، قبلَ أن تزمعي قتلي وما أنا إلا راهبٌ متبتّلٌ تصوّفَ كي ينجو من الأعين النّجلِ تغربتُ في شتى البلاد وطوّحتْ بيَ القدمانِ في المهامهِ والسُّبْلِ وهأنذا ملقىً على الأرض ناظراً إلى الأفقِ؛ كي أحصي النجومَ على مهلي