|
يا زمــان العـــراق أين العراق |
أيـــــن ماء كــــمائه رقــراقُ |
أين ذاك النخيل يسكــــب في الروح |
جمـــــالا وللــــنخيل ائــتلاق |
وليالي العراق يضحك فيها الأنس |
والــــســــاهرون والعـــــشاق |
وصفاء الـــــعراق أي صفاء |
تربــــة ســـمحة ومـاء مــذاق |
------------ |
مـــا الـــذي بدل العراق فيطغى |
والصـــديق الصــــديق صار عدوا |
والـذي لا يـطاق صـار يـطاق! |
وإذا الـــــناس قاتل |
وقــتيل |
والمــــلايين فــي العرق سكارى |
دون سـكر وبالعروبة ضــاقوا |
وإذا الرأس فــي المجـــالس ذيـــل |
وإذا الــذيل بيرق خـفاق |
------------ |
يا زمان العراق أيــن العراق |
ليس ماَء الفرات هذا الذي يجــري |
ولــــكنه الــــدم الـمــهراق |
تحت جنح الظـــــلام جـاؤوا |
وجاء الحقد والحاقدون والأبواق |
وتهاوى الركن الركين ودب |
الخُلف في أمتي ودب الشقاق |
والرصـــــــاص الأجير يفتك |
بالــناس فـلا رحمة ولا إشـفاق ! |
كيــــف يبغي على القريـب قريب |
كيف يسطو على العراق العراق؟ |
------------ |
يا نخيل |
نحن من أسلموك للذبح عريان |
وسـقناك يـــــوم كــنا نــــســاق |
قد طعــــناك يا أعـــــــز شقيق |
وشـــددنا يــديـك يــــا عــــملاق |
ثم جاءت تبـــكيك منــــا القـوافي |
أي شعر يفوح منه النفاق |
كــم شربنا من مائك الــعذب كـــــــم |
فاضت علينا من كفك الأرزاق ! |
ما عهدناك والعراق عراق |
تتــخلى ومــهرك السباق |
كيف ننسى يوم استحر بنا القتل |
وسـدت فــي وجهنا الآفاق |
يوم ضاقت بنا السنون ولج الكرب |
فينا واحــــمرت الأحــداق |
وتخلت عن السيوف سيوف |
وتــخلت عـن سوقها الأوراق |
وتولى الفرسان في حماة |
الطعن لــــواذا ومـــالت الأعـــناق |
بعثرتنا الرياح حتى يئسنا |
وتـشكت مـن يـأسـنا الأنـفاق |
فإذا سيفك الأصيل أصيل |
وإذا خيلك العتاق عــتاق |
------------- |
ما عهدت العراق إلا عراقاً |