|
نعقَ الغرابُ وقدْ نوى متكبـّرًا |
حـرقَ المصاحفِ والمواثقِ والوعودْ |
إبليس في ثوبِ القساوسةِ احتمى |
واجتازَ بالطـّغيانِ آفاقِ الفُسودْ |
حتّى تحدّى الله في كلماتهِ |
نثرَ القذارةَ حولهُ في كلِّ بيدْ |
مدَّ الأضاليلَ افتراءً كاذبًا |
فتراكمتْ في الغيِّ كالموجِ النـّضيدْ |
سقط الحياءُ عن الوجوهِ وأظلمتْ |
حجراتها وانهارَ في الذوقِ العمودْ |
ها قدْ تجرّأ واستبدّ وقـدْ أتى |
فحشـًا تزولُ له الرّواسي والنُّجودْ |
ولقدْ طغى وبغى وأجمْعَ حزبـَه |
واستلَّ سيفَ المكرِ في يومٍ أديدْ |
فلِما سيوفُ الحقِّ تكتمُ غيظَها |
وتحجّرتْ كالصّخرِ في غمدٍ جسيدْ |
قعقاعُ أينكَ أين معتصمُ الحمى |
إنهضْ صلاحَ الدَينِ قمْ يا بن الوليدْ |
يا أبغضَ القومِ الذينَ بكفرهمْ |
مُسخوا خنازيراً ومثلهمُ القرودْ |
يا شُؤمَ قومِكَ منْ سلالةِ فاسقٍ |
يا أخبثَ الثــّقلينِ في حمقٍ أكيدْ |
قد بتَّ أشقاها وأتعسَ أهلها |
قـُـبّحتَ منْ جنٍّ وشيطانٍ مريدْ |
هلْ تحرقُ السّفرَ الذي فيهِ المسيحُ |
وأمُّهُ والصالحون منْ الجدودْ |
فيهِ المودةُ للنّصارى مثلما |
فيهِ الحواريون أشبهُ بالورودْ |
بلْ فـــيهِ نورُ اللهِ جــلَّ جلالـُه |
أفلا تخافُ الرّد منْ ربٍّ شديدْ |
أنْ يرسلَ الجندَ المدمِّرِ بأسُها |
والويلُ كلُّ الويلِ منْ بأسِ الجنودْ |
لا لستَ منْ أتباعِ عيــسى إنّما |
واللهِ إنـّك منْ مزاميرِ اليهودْ |
قبّحتَ قسّاً ما دنا مـــنْ رأفةٍ |
وبقلــبِه ريْنٌ وأدرانٌ تميدْ |
أتظنُّ أنَّ اللهَ يمهلُ فاجـــرًا |
لا والذي نطقتْ بقدرتِه الجلودْ |
فهوَ الذي يُملي لكلِّ مُجــاهرٍ |
وإذا أتاهُ لمْ يغادرْ منهُ عودْ |
لا يا ابنَ أمّكَ ليتَ أمّك لمْ تلدْ |
يوماً ولمْ تكُ ذلكَ المسخِ الوليدْ |
بلْ ليتها قدْ أنجبتْ هرًّا مكانكَ |
ربّما ولعلَّ ذلكَ قدْ يفيدْ |
لا يا ابنَ غيرِ أبيكَ دونـَكَ نارها |
هذي جهنّـمُ بانتظاركَ والوعيدْ |
نارٌ تلظّى أنــتَ والطـّاغوتُ في |
حَزَنٍ عليها والشّياطينُ قعودْ |
في زمرةِ النّمرودِ بئسَ مآبكمْ |
فاشربْ معَ الفرعونَ أكوابّ الصّديدْ |
هذا مقامُ منْ افتــرى متكبّراً |
وأتى بقلبٍ مظلمٍ قاسٍ عنيدْ |
تبَتْ يداكَ ويُبـّستْ أطرافـُها |
شُـلـّتْ يمينـُكَ والتوى فيها الوريدْ |
يا منْ رفعتَ لواءَ حربِكَ قارعاً |
أجراسَها وكفرتَ في كلِّ العهودْ |
ونفثتَ سُمـَّـك لستَ أفعى إنـّما |
جرذًا يهزُّ الذّيلَ في وجهِ الأسودْ |
لنْ نحرقَ الإنجيلَ نحنُ المسلمو |
نَ ودينُنا دينُ التّسامحِ والخلودْ |
هوَ أمرُ خيرِ الخلقِ قدْ أوصى بكمْ |
وبدينكمْ في هديهِ البرِّ الودودْ |
والله إنـّا خيرُ خلقِ الله يومُ |
الفصلِ بلْ وعليكمُ نحنُ الشهودْ |
والله إنّا لوْ وجدنا صفحةً |
ألقتْ بها الأرياحُ منْ فوقِ الصّعيدْ |
فيها اسم عيسى لارتمينا فوقها |
حتّى نقيها الحرَّ والبردَ الشّديدْ |
ذي سنّةِ التّوحيدِ أرشدنا لها |
هذا النـّبي المصطفى وبها نسودْ |
سلْ بطريركَ القدسِ عنـّا إذْ |
أتاها فاتحاً ومبشّراً عمرُ الرّشيدْ |
لم يهدمِ الفاروقُ صرحًا واحدًا |
أتقابلونَ العُرفَ سُحقاً بالجُّحودْ؟ |
والله هذا ما أتاه لفحــــشه |
من كافرٍ أو آبقٍ فــظٍّ لدودْ |
أخرقتَ أرضًا أمْ صعدتَ إلى السّما |
مهـــما بلغتَ لسوفَ تمسي في اللّحودْ |
وهنالكَ الحقُّ الذي خاصمتَه |
ومحاكمُ التـّفتيشِ والحزنُ المديدْ |
يا حافظَ الذّكرِ الكريمِ منَ الأذى |
اللهُ يا قهارُ ذو العرشِ المجيدْ |
يا ربُّ هذا القسُّ أثخنَ كيدَه |
فاجعلهُ يا ربَ الكتابِ هوَ المكيدْ |
عجـّلْ وأسرعْ في العقابِ مضاعفاً |
وأذقهُ منْ ويلٍ ومنْ لهبِ الصَّعودْ |
واطمسْ على أحـــلامِه وغلوّهِ |
واشددْ عليهِ الغمَّ واتبِـعْ بالمزيدْ |
يا ربُّ واقصمْ منْ تجبـّر مثـــله |
واجعله يصبحُ آيةَ العهدِ الجديدْ |
أبعدتَ عادًا والقرى منْ قبلها |
أبعده ربّي مثلما بعدتْ ثمودْ |