أصحاب القـــــرار
دخلت متجهمة الوجه
كاظمة ً....
بعيونٍ دامعةٍ
تبكي ... وتندب الأيام
سرى في خضابها حزن اللئام
وتراجعت بصولجان الهم والغمام
سرقوا بياض الأيام عنوة
وتركوها سوءَة ً تنهشها الأحزان
عَيبٌ في سلوك العذراء ضحكاً
وحشرجة في نعيم الحب إذا كان في البال
ساقوها إلى مضارب الآلام دون رأي
وسلكوا دروب الحقد عند المساء
من قال أنها ترفض الآراء
كان وفاقا أجمع عليه القوم بدون استئذان
وباركوا كل شيء دون علم
واستباحوا حرمة الإخطار
مذ كانت طفلة تجاهلوا حبها
وحقنوا الذهن بالعار
يا سرابا لماذا توهم الأشرار
شرٌ بدا مذ شب عودها
وأيقنت أن الحب بعيد عن الدار
نادت يا قوم ...
أنا في عز الصبا والجهل تسلل إلى الكبار
لا أرى في قرار استهل بالأقدار
نصيب جاء لتكوني دمية في صحن الدار
تلاعبوا في الألفاظ جهالة
وأسمعوا الجميع موافقة من خلف الجدار
ما رضيت ...
ولا اقتنعت ...
ولكن الخوف أن أُجلد في الصباح
لكم ما تشاءوا...
لكن لا تأملوا بالصحبة وحسن الجوار
قتلتم في داخلي كل صحوة
واستبحتم سلب الرأي
لمصلحة من كان يقف بالباب
وغرس الجهل فيَّ الأنياب
وأنا الضعيفة قد ملكت قدرا كبيرا من الجمال
وتزودتُ بالعلم تاجا ً لأحمي الأيام
وابتعدتُ عن مهاوي الخطيئة كي لا أُلام
واستقبلتُ الأيام براية بيضاء تلوح بالأمان
كلها أضغاث أحلام قالوها ...
وأنت اليوم في قبضة الجلاد
ضاعت البسمة عن ثغري
وذبلت الأجفان
وجف الرطب من عودها وتهيأ للانكسار
ما بيدي صنعت الآتي
ولكن عبث الجهل في الأفكار
حلمت أن أحمل زهرة بيدي
وأدخل باب السلام
لكن أسرعوا قبلي وسرقوا الأحلام
أنت لا تملكي حق القرار
فلتوافقي دون اعتراض
دارت الأيام ...
ومرت السنون ...
وأنا في خيبة الآمال أحصل على أعلى الدرجات
ورسبت في أبسط حقوقي فلا رأي ولا جدال
ومنحوني وساما في الحزن والبكاء
وارتضيت لنفسي كربة الانطواء
خوفا من بطش الجلاد
من مجموعة مشاعر في سطور
كتاب أنا والأيام
حماة 2007