سفينة الحرية
سارتْ سفينتهمْ فاستيقظَ الناسُ
كأنهم لسهام الروح أقواسُ
كأنهمْ في تراتيلِ المدى قلقٌ
يسعِّر الأفقَ لا يطفيهِ حراسُ
شدوا شراعاً من الأحلام في غدهمْ
وغزةٌ قصدهمْ والكون أعراسُ
شدوا على الأفقِ من ألحانهم وتراً
وزغردتْ في سروجِ الغيم أجراسُ
لم يسألوا عن صداهمْ حينما صرخُوا
ولم يدرْ من لظى آهاتِهم كاسُ
لم يحرثوا البحرَ لكنَّ الدماءَ سرتْ
تطفو لينبتَ فيها الوردُ والآسُ
مضوا على صهواتِ الصمت حفَّ بهم
ما لم نقلْه وإنا عنه خراسُ
وكان يتبعهم في كل شاردةٍ
صهيلُ شوق ومنهُ الموج أفراس
تحنتِ الريحُ منهمْ فالمغيبُ دمٌ
والليلُ ليس به في الدربِ غلاس
والشمسُ قد غرقتْ في بحرها ومضتْ
بهم سفينتهم والخوفُ خناس
كانوا مرايا غدٍ يأتي ووحدهمُ
قد أبصروهُ وجلَّوه وما ناسوا
فاسَّاقط الأمسُ من أوقاتهمْ درناً
وشارفوا غدهم ما فيه إبلاس
ليمطروا في صحارى الجرح أسئلةً
قدأينع الحقُّ منها وهو نبراس
قالوا فلسطين فاصطفتْ بأفقهمُ
كل النجومِ دليلاً فهي مقياس
جاء الطغاة فما هانوا ولا وهنوا
وحاوطوا جمعهمْ فالموت متراس
هناك لم يشهروا إلا سواعدهم
وعانقوا حتفهم والنفسُ أنفاس
تعاهدوا وروابي القدسِ قد شهدتْ
إما نموتُ لها أو يرفعَ الراسُ
سنجرحُ الريح حتى تنـزف الألم المنسيّ-
كي تعلمَ الدنيا بما قاسوا
تنشَّقوها فإن مرَّتْ بنايكمُ
سيشرقُ اللحن يمحا عننا الياس
2010