أحلام صغيـــرة
اهتماماتي صغيرة ، وأحلامي صغيرة ، وأرجوحة حلم تنبش الدمعة باحثة عن أفق يتسع لصرختي وهذياني. أؤمن بأن اليوم شبيه بالأمس وسيكون ـ ربما ـ شبيها بالغد ؛ فأين إذن هي اللحظات السحرية في أحلامنا التي حطمت جدار الصمت؟ والتي ألبسنها حقولا من يأسٍ ؛ لأشرب نكهة الوجع وأغمّسه بقهوتي الصباحية.
اهتمامات ما زالت غضة ملتحفة بحزنٍ تغرد في حنايا الحياة حارقة بهذا شفاه التمني ، وتخاطب به وجع الطفولة ، والدمع يشرب من الصفحات كلماتِ الأمس ويغسل ظلالها، وشهقة منثورة في وجه طرقات الانتظار للذي لن يأتي يوما ؛ فتزهر الآه في رمل القلب ، ويغدو ضربًا من المستحيل رؤيةُ الألوان في ضباب الاحتضار من نافذة الروح.
ما زالت الأحلام صغيرة تبحث عن عين تقرؤها إذ لم تجد إلا بعثرة ريح ، وعن قلب يحتوي ذاك الألم حين لم يجد إلا دخان الإحباط يشحن رئتيه ؛ فيسود الصمت ملء الصرخة. أما من حقل يلتف على ذاك الطين المعجون بالأرق والفوضى ووخز الصدى؟ أما من لحظات يبوح فيها الصمت بما لم يبح به الكلام؟ هي الحيرة تلملم ذاتها وتلملمني وإياها لتبعثرني من جديد في مفاوز القصيدة حين تشق خلالها أخاديد تحرق فيها لوعة الجراح ، وتنبت على مشارفها الأشواك الممتدة في صحارى جرحي فألعق مرارته ويصفعني.
أيتها الأحلام ، لا تهمّشي بربك تلك الجراحات الصغيرة لأن الطرقات تحتضن صمتي ولا تترك لي فيها إلا خطوات واهية.