خَبَرٌ أتاني يومَ أمسٍ في المنامْ
كانَ الشهيدُ الحيُّ يقصِفُ مدفعاً في كفِّهِ
ودُموعُ أمّي قد تلتها بسمَةٌ
لمْ أدرِ كيفَ تربّعتْ فوق الرُكامْ
كانَ الصبيُّ العاريُ القدمينِ
يحمي كلَّ عينٍ أدمعتْ!
في كّفِّهِ أصلُ الحكايةِ كلِّها
في خَطْوِهِ شكلُ النِهايةِ والرها
قُصِفتْ مدينَتُنا
نَقروا بمسرى عِشقِنا
ذَبَحوا الجَنينَ برحمِها
بيتٌ تداعى أسعَفوهُ بِقصفهِ
شكلُ النهايةِ واحدٌ
وشُهودُنا كلُّ الأنامْ
يا منْ تظُنُّ بأنَّ يوماً قدْ مضى
لنْ ياتِ أخرى فاسمعِ القَولَ العُظامْ:
أرضي مُحَرَّرَةٌ, عُلِمْ؟!
ويدي ستبني ألفَ بيتٍ قد هُدِمْ
يا منْ تظُنُّ بأنَّ لصاً قدْ غنِمْ
فلتقرأ التاريخَ والدينَ الحنيفَ وشعرَنا
سّنّشُبُّ مثلَ جهَنَّمَ الحمراءِ من بينِ الرُكامْ
فلتَمْلكوا كلَّ الرذائِلِ والنعامْ
لكنَّنا ولتعلموا
إنْ جاءَ وعدٌ قُدِّستْ غاياتُهُ
سنُريكُمُ الموتَ الذي لا يُرتَجى
ونسوقُكمْ للموتِ في رحمِ الدُجى
وأتى الصباحُ وظنَّ منكُمْ ساذَجٌ
أنّا عَفونا, أنّهُ حقاً نجا
سَنُريهِ موتا لُوِّنتْ أظفارُهُ
فيصيحُ يا ويلي جِدوا لي مخرجا!
خَبَرٌ أتاني يومَ أمسٍ في المنامْ
الوَعدُ آتٍ حدّهُ حدُّ الحسامْ