خواطر في مكعب من جليد
و جاء الحب
-1-
بعد زمن طويل عشته أبحث عن الحب الشرعي في أحضان رجل
عرفت ان الحب كما لقنوه لنا عبر كل القصص القديمة و الخرافات
ما كان الا حافزا و رمزا لبلوغ هدف ما
و مع الأيام تشوهت صورته ليصبح ألعوبة في يد من هب و دب
-2-
التجأت الى مفهوم الحب في الاسلام و بحثت عن من حسبته يعرف معنى:
و"مِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم 22)
فاٌكتشفت أنهم يلوكون بهذه المعاني الألسن و يملأون بها الصفحات
و حين تأتي الأيام بما قد يبرز كنهها و سر وجودها في كتاب الله
يفعلون ما يفعل أهل الضلالة بحجة الحب
ضاربين بعرض الحائط معاني الاسلام النبيلة.....الفضل و سلام الأنفس
-3-
و أجدني خاوية الوفاض ......
لا ألوي على معرفة لمعنى بحثت عنه طويلا
و أجدني ممتلئة مرارة بما اكتشفت من حقائق أخرى
أأستكين لهذا الادراك المر و انكمش على ما بقي لي من سنين عمري
و أطلق زفرات حارقة و آهات أليمة على عمر ولى في بحث لا جدوى منه؟
ـ 4 ـ
معرفة حقيقة صادفتني كثيرا على ألسن البعض و لم أصدقهم*هؤلاء الذين فهموا مادية الحياة و توغلها في
عمق الأنفس و المبادئكنت أحسبهم أضاعوا كنهها و اكتفوا في وجودهم بالقشورو زادني ذلك اصرارا.....فما انا
التي تتنازل عند أول عائقو ......تماديت في التنقيبو تجاوزت كل القشور
- 5 -
و اجدني خاوية الوفاض... ألهث
آليات تنقيبي مرمية بجانبي
و انا خائرة القوى أنظر ببلاهة الى الحفرة العميقة
و الركام الذي رفعته منزوي جانبها
......
ـ 6 ـ
ثم
جَاءَ اٌلْحُبُ
يَتَبَخْتَرُ بَيْنَ اٌلْخَمَائِلِ اُلْحَرِيرِيَّةِ،
يَتَهَادَى فِي نُورِ وَهَّاجٍ يَعْمِي الْبَصَائِرَ،
يَلُفُّنِي بِعِشْقِ اٌلْوٌرٌودِ،
يُرَاقِصُنِي عَلَى أَنْغَامِ كُلِّ اٌلسَّمْفُونِيَاتِ اٌلْحَالِمَة...اٌلْهَادِئة
يُنِادِينِي لِأَرْتَمِي فِي جَدَاوِلٍ مِنْ عَسَلٍ صَافِي
جَاءِ اٌلْحُبُّ..... لَمْ تَكٌنْ صَرْخَتِي بَلْ أَنِينُ اٌلْسِّنِينِ وَ تَعَبُ اٌلنَّفْسِ
جَاءِ اٌلْحُبُّ يَرْفُلُ بِأَلْوَانِ اٌلطَّيْفِ اٌلدَّافِئَةِ،
يَكْبَحُ سَيْلَ اُلْآهَاتِ اٌلدَّفِينَةِ،
يَرْفَعُ إِكْلِيلاً مِنْ زُمُرُدٍّ بَرَاقٍ
لِيُتَوِّجَنِي.....مَلِكَةً. .....جَاءِ اٌلْحُبُّ
فَأَنِيرِي أَيَّتُهَا "الزُّهَرَة" فِي سَمَائِي
وَعَلِّقُوا "اٌلْقَمَرَ" زِينَتِي
وَ رَتِّلُوا كُلَّ أَهَازِيجِ اٌلْهَوَىٌ
و جَاءِ اٌلْحُبُّ
خديجة
نوفمبر 2011