. ولد الصمة بن عبد الله القشيري قرب مدينة الرياض ومات في نهاية القرن الاول الهجري بعيداً عن وطنه . ولم يحالفه الحظ ، ولم يسعفه إلى أن مات رغماً عن شاعريته الغزيرة و قصائده الرائعة فلم ينل الكثير من الشهرة ولم ينل شعره العناية وضاع الكثير من قصائده وبهذا تكون قد ضاعت ثروة كبيرة والسبب في ذلك هيامه وحبه حيث قضى شطراً من حياته في الصحراء يغني لـ ( ريّا ) ... وهذا شغله عن مدح الولاة . وهذا ما لايحبه فابتعد عن مركز الضوء . ـ يتميز شعر الصمة بن عبد الله القشيري بالحرارة والصدق والصفاء وله قدرة ولديه قدرة خارقة على التشخيص والهيام في مخاطبة المكان :
ألا من لعين لا ترى فلل الحمى ***ولا جبل الاوشال الا استهلت
لجوج اذا لجت بكى اذا بكت*** بكت فأدقت في البكاء واجلت
فوجدي بريّا وجد اشمط راعه **بواحدة داعي المنايا ألمت
وقصيدته في ريا حبيبته من اجمل شعر الغزل العربي كما يرى بعض النقاد الاوائل . فقد روى الاصفهاني في اغانيه أن ابراهيم بن سليمان الازدي قال
يقولون لو حلف حالفٌ أن أحسن أبيات قيلت في الغزل في الجاهلية وفي الإسلام قول الصمة القشيري ماحنث
و الأبيات:
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت*** مزارك من ريّا وشعباكما معا
فما حسنٌ أن تأتي الأمر طائعا *** وتجزع إن داعي الصبابة أوجعا
قفا ودعا نجدٍ ومن حل بالحمى *** وقــــل لنجدٍ عندنا أن يودعا
ولما رأيت البشر اعرض دوننا*** وجالت بنات الشوق يحنن نزعا
تلفت نحو الحي حتى وجدتني ***وجعت من الاصغاء ليتا واخدعا
بنفسي تلك الأرض ماأطيب الربا*** وما أحسن ا لمصطاف والمتربعا
وأذكر أيام الحمى ثم أنثني *** على كبدي من خشية أن تصدعا
وليست عشيات الحمى برواجع *** إليك ولكن خل عينيك تدمعا
لعمري لقد نادى منادي فراقنا*** بتشتيتنا في كل واد فأسمعا
كأنا خلقنا للنوى وكأنما *** حرام على الأيام أن نتجمعـــــــا