تواطـــؤ مكشـــوف !!
تستبد بالروح بقايا حلم ..حميد العمراوي
من ليلتنا التي مضت …
حين التقينا صدفة في الزحام
و المدينة صاخبة تحتفل بالوجع على صدر الرصيف
تنازع أرواح ساكنيها على جوعها و العطش
و كانت الدهشة ...
كيف كان الموعد بلا ملامح ؟
بلا تذاكر و لا عرق انتظار
كيف لم يخلف الليل ما وعد هذه المرة
كيف تواطأت تفاصيل الزمن السريع مع الأرصفة
كيف قادتني خطاي التائهة الى خطاك
و كان السلام ….
لم يكن عاديا هذه المرة
لم يكن عابرا و سطحيا …
بطعم الطفولة كان …
بلون وصول من نحب من سفر طويل…
كان رائعا لا ينقصه
الا العناق … لأن المدينة تراقب !!
و كانت الإبتسامة ...
ممزوجةً بأرجوان الشفق
طويلةَ العمر مشرقةً كشمس الصباح
في ليل المدينة ...
أعرفها هذه الإبتسامة .. لم أتُه عنها
و لم تتُهْ عني وسط العابرين
و كان الكلام …
جدول لغة موصول الحروف
لم يكن مسروقا من عقارب الزمن ..
لم يتصلب في الحنجرة
لم يحتر سؤال بجواب
و لا جواب بسؤال …
كيف كان اللقاء مختلفا هذ المساء ؟؟
و كان الفرح …
موفورا …
يتساقط من أعمدة الكهرباء
يتفجر ينابيع من اسفلت الطريق
أهي الصدفة من يخلق الفرح ؟
بعيدا عن محاولات خلق الصدف
أراه ينمو في غير فصله
كزهرة برية على الصدر !!
و كان الطريق …
كان الدهشة الكبرى ..
ما بال الأزقة الضيقة تشرح صدرها ؟
و الأرصفة الحزينة
تراقص الأضواء على وقع خطاك
ما بال المدينة الصاخبة
أوقفت الحفل ..
و تسمرت فجأة تراقب …
على غير عادتها و هي لا تحفل بالزوار
وكان السؤال ...
كيف تُهنا عن أقصر الطرق ؟
أيعقل أن تنسيْ طريق بيتكم ؟؟
في غمرة الذهول اكتشفت تواطؤك
مع الصدفة و المدينة و الرصيف …
و الأضواء
….
و كان الوصول ...
فريضةَ السفر ...
حتميةَ الطريق ...
باردا و مزعجا كان … تماما كالصحو من حلم لذيذ
و كان الفراق …
و الأمنيات مع آخر ابتسامة و اخر سلام
و كانت الأماني ...
لو عدنا الى بداية الحفل :
دهشة ...
سلام …
ابتسام …
كلام لا يتلعثم
طريق أطول ..
و لا وصول و لا فراق !!!