و أذكرها *... حين كانت ترجع من المدرسة.. تبدّل ثيابها وتأكل غداءها....
ثمّ تهرع الى امها ... تجلس بجانبها محدّقة في أختها الكبرى وهي تسرد للوالدة التي علاها فقر قراءة..
تسرد لها " حوض الموت"... تحدّق في الأحداث المتوالية للرّواية... " العم أبو عوض..، الدّباغ... الحارة العتيقة... والمسحراتي.."
لم يعلق في الذّاكرة غير اسم واحد... " سليمان القوابعة.."... فشكّل لها ربا لتمشيه.... ثمّ و في محاولة رقيقة لابنة العشر سنوات
كتبت قصيدة... لم تعلم آنذاك أنها قصيدة... لا بل كانتا قصيدتان... هرعت لأختها الكبرى تلك... لتقرأ ما اقترفته تلك اليدان الصغيرتان
لا زالت لا تذكر الا اسم القصيدة الأولى... " مدينة الضباب..".... و نصّ القصيدة الثانية...
" قطرة ماء...
نزلت من السّماء
لتعانق أمها
و لترى إخوتها
تحت هذا الهواء
لتقول:
يا أمي
ها أنا ذا
جئتُ من بعد غياب
من قلبي أفتح باب
جئتُ لألثم واوا
أحضن طاء
وأقبّل نونا
قالت:
أهلا بكِ قطرة الوطن..."
كانت هذه بداية ما اقترفت يداها وما زالت ...
أشتاقني إذ ذاك... تلك الطفلة المليئة بالفضول لتعرف...
وها هي تغرف
كم أشتاقكِ يا أنا..
الرّوح العطشى
12-1-2012
* هي عبلة ذات بداية....