ألسنا نحيك ُ البلادَ بكل هدوء ٍ ؟..
و نسرق من راحة ٍ في المساءِ البعيِدِ
أقاصيصَ جرحٍ وصيف ٍ غريبْ
متى يولدُ الأقحوان؟ ..
ففي كل عام ٍ
نلوك المسيرَ بلا أغنياتٍ ...
ونشربُ عند امتلاءِ الحقولِ من الزعفرانِ زيتاً وناياً
يسافر دون ابتعادٍ إلى راحة ٍ للكرومِ ..
قفوا يا رفاقي ...
وضموا العيونَ
فلا شيءَ يمكن أن يهتدي لتلك الصورْ ...
و ما بين قلبي و روحي طريقٌ
تفتش ُ عنه خيوط النهارْ
متى يولدُ الأقحوانْ؟
فكلُّ الصغارِ الكبارِ ... أقاموا المنابرَ عند القمرْ ..
وصاحوا بكل اشتياقٍ إلى
شرفة ٍ للوطنْ ..
وماتوا على حبهم ثم طاروا
وعادوا إلينا عند حلول الشتاءِ أزاهيرَ غارْ
متى يولدُ الأقحوانْ؟ ..
على فرُشٍ من بقايا الكرومِ
توسَّد وجهي بعضَ الثمرْ
فأيقنت ُ أني أعود لنفسيَ عند ارتشاف الطريق المؤدي لحارة بيتي العتيقِ وأشربُ كلي
لأني أشاطرُ نصفيَ ظلم الرحيلِ ...
متى يولدُ الأقحوانْ؟ ..
لعل الكرومَ إذا ما تدلّتْ عن الحاجبينِ ..
لأبكي طويلاً
و أشعرَ أني ولدتُ يتيماً
و صرتُ يتيماً .. وما بين يتمي ويتمي
جراحٌ و صوتٌ و أوراق شعرٍ بدون صورْ ..
وما بين صوتي و قلبي
أنايَ وبعض المطرْ
متى يولدُ الأقحوانْ؟ ...
فإني هرمتُ- بلادي - ..
وصرتُ أخيط النجوم بكل سفرْ ..
وأعدو فيعدو البكاءُ ورائي ...
فأفقد بعضي و أنثر بعضي
على معطفٍ من وطنْ
فأرتاح ُ حتى الثمالةْ
لأني أشاهدُ نفسي بباحة بيتي
وأمي تحضِّرٍ إبريق شايٍ و زيتاً و خبزاً و بعضَ الصورْ
متى يولدُ الأقحوانْ؟ ..
فإني تعبت من البحثِ عني
بذاك الشتاء المسافر قسراً من مقلتي
تُراني سأصبح ظلَّ الطريقِ ؟!
تُراني سأمكث عصراً لنثر البذارِ
الذي لا يزال يراقب وقت السحرْ؟!
تُراني سأنشدُ بعض الغناءِ .. لكي لا يموت الأملْ .. ؟!
متى يولدُ الأقحوانْ ؟ ..
لأمشي المسافةَ كلَّ المسافة
حتى أزفَّ الخبرْ ..
سأرقص مع تكتكاتِ المطر
سأغزل من داخلي بسمةً
و أدعو لكي لا يموتَ النظرْ
متى يولدُ الأقحوان ْ؟