وقفَ الطريقُ بنا قليلًا
فالتقينا مرَّتينْ
أولاهما عند اللقاءِ، وحظُّها في نظرتينْ
سكنَ الفؤاد لحاظها.. ثم استوى في مُقلتينْ
ثم ابتلعْنا ريقَنا في رشفةٍ من رشفتينْ
فبدا كأنَّ بنا سُباتًا أو حِراكًا ....
بينَ بينْ
لسنا سُكارى، إنَّما نحيا الحياةَ كعاشقينْ
ومضى الطريقُ وصالَه.. سهمٌ ينازلُ مُهجتينْ
ولكلِّ مَن عبرَ الطريقَ حكايةٌ في كلْمتينْ:
أولاهما أعني أنا.. قلبٌ توسَّطَ راحتينْ
يلهو ويسعدُ تارةً، يشكو ويبكي تارتينْ
يخشى الفِراقَ وعينُه تحكي اختزالَ النظرتينْ
إنَّ الفراقَ إذا جرى ينأى كنأي المشرقينْ
ولن يعودَ إذًا إلى محرابها في القِبلتينْ
راحتْ تهدهدُه وتثلجُ صدرَه في قُبلتينْ
وإذا تزايدَ خوفُه؛ أسدتْ إليه الوجنتينْ
وتقولُ: حسبُك جنةٌ؛ فيقولُ: أحسبُ جنتينْ
ويقومُ يحمدُ ربَّه ..ويزيدُ يركعُ ركعتينْ
أُم ُّالكتابِ قيامُه، ودعاؤه في السجدتينْ..
ربَّاه إني عاشقٌ، ربَّاه فارحمْ عاشقينْ
وِلْد الجنوبٍ بنظرةٍ؛ أضحى الشهيد َبطعنتينْ
حتى إذا أنهى التشهُّدَ.. قد قضى في شهقتينْ
وقفَ الطريقُ..
ولم يزلْ يروي حكايةَ نظرتينْ!