لنْ أُنافق !
((اقتنيتُ هذه الأيام الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر المجاهد أحمد مطر رحمه الله ، فبينا أنا أقلّب صفحات الكتاب بشغف وقعت عيناي على هذه القصيدة الرائعة ، فأحببت إتحافحكم بها / ولعلي أنقل في هذا الصّرح المبارك الكثيرَ من أشعاره في الأيام القادمة إن شاء الله ، لاسيما أشعاره التي تندّد ببني صهيون والمارقين والمنافقين والمرتدين وتشجب الظلم والظّالمين ، وإن استطعت أخي القارئ شراء ديوانه فافعل ففيه ما يقرّ العين ، ويرضي لذّائقة .. وبالله التوفيق )) ، ...
قال رحمه الله :
نافق
ونافق
ثم نافق ، ثم نافق
لا يسلم الجسد النحيلُ من الأذى
إن لم تنافق
نافق
فماذا في النفاق
إذا كذبت وأنت صادق
نافق
فإن الجهل أن تهوى
ليرقى فوق جثتك المنافق
لك مبدأ لا تبتئس
كن ثابتاً
لكن بمختلف المناطق
واسبق سواك بكل سابقةٍ
فإن الحكم محجوز
لأرباب السوابق
هذه مقالة خائف
متملق، متسلق
ومقالتي: أنا لن أنافق حتى ولو وضعوا بكفي المغارب والمشارق
يادافنين رؤوسكم مثل النعام تنعموا
وتنقلوا بين المبادىء كاللقالق
ودعوا البطولة لي أنا
حيث البطولة باطل والحق زاهق
هذا أنا
أجري مع الموت السباق
وإنني أدري بأن الموت سابق
لكنما سيظل رأسي عاليا أبداً
وحسي أنني في الخفض شاهق!
فإذا انتهى الشوط الأخير
وصفق الجمع المنافق
سيظل نعلي عاليا
فوق الرؤوس
إذا علا رأسي
على عقد المشانق
الأعمال الشعرية ص 269 طبعته دار صفحات للدراسات والنشر
واختيارُ المرءِ قِطعةٌ من عقله تدلّ على تخلّفه أو فضله