( لو كنتِ رابعةَ الثلاثةِ ما نجوا )
يحكي النبي حكاية فيها العجب
ويطيل حتى نجْتلي فيها الأرب
""في الغار قد آوى المبيتُ ثلاثةً
والليل من قِرَبِ المغاربِ ينسكب
والغار إذ آووا إليه كأنه
جبلٌ تثائب ثم نام من التعب
حين استطارت صخرة فتدحرجت
، والغار بالصحب الثلاثة قد حُجب
قالوا : بلاء ٌ .. لا يحين جلاؤه
من غير توب ، فابتغوا رفع الغضب
فتذاكروا بالباقيات .. لأنها
باب يسهل كل حدْثٍ قد صعب
كانت مناقبهم قذائف صُوِّبت
نحوالجدار فهدَّمته ولم تخِبْ
"" حقُّ الأجيرِ يناله قبل الطلب ""
"" والبرُّ بالآباء فرضٌ قد وجب ""
"" ومِنَ الأقاربِ من له حقان إنْ
مدَّ الكريم يدا إليهم في الكرب ""
خرج الثلاثة ُ والفلاح يقودهم
سعْدا .. بما قد قدموه من القُرَب ""
*****
فرسمتُ عمرَ المرء ( في إخلاصه )
ليلا توشَّى بالبدورِ .. ولم تغب
وبدونه مثل الكتاب ، وقد ملا
صفحاتِه إمَّا نفاقًا أو كذب
ورحلتُ في أعماقِ نفسٍ قد بدتْ
أطلالَ نفسٍ , أو هي البيتُ الخرب
وكأنها متسلِّقٌ جبلَ الرضا
لعب الهوا بحباله مثل اللُّعب
فوجدتُّ جٌلَّ صلاتها وزكاتها
ثوبا يعري مُرْتديه .. ولم تتب
ناهيك عن جارٍ يكيد بجاره
ناهيك ذئبٍ تفرَّد بالعُرُب
ناهيك عن كل المآسي حولنا
ناهيك عن .. ناهيك عن .. ضاع الأدب
لو كنتِ رابعةَ الثلاثةِ ما نجوا
أو فرَّ كلُّهمُ .. وأنتِ .. فلا هرب
بقلم الشاعر / محمد محمود شعبان ( حمادة )
مصر ـ الزقازيق ـ محافظة الشرقية