|
حَرفِي تَوَارَى |
بِنَبضٍ صَارِخٍ فِي القَلبِ مَارَا |
ذَهِلْتُ وَتَاهَ دَرْبُ الحَرْفِ عِنْدِي |
كَطَيْرٍ كُلَّمَا أَمْسَكْتُ طَارا |
وَفَارَقَنِي مُزَلْزَلَةَ المَعَانِي |
وَخَجْلَى، أشْتَهِي مِنِّي فِرَارا |
وَكُنْتُ رَكِبْتُ لِلْعَلْيَاءِ أَبْغي |
حُدُودَ الشَّمسِ تَمْتَشِقُ النَّهَارا |
فَغَالَبَنِي زَمَانِي وَازْدَرَانِي |
وَسَاقَ لِيَ الخَؤُونَ أَخًا وَجَارا |
وَزَلْزَلَ أضْلُعِي وَاغْتَالَ صَبْرِي |
وَأَسْلَمَنِي، وَأَرهَقَنِي اصْطِبَارا |
وَلَمْ يَسْمَعْ نِدَائِي فِي بَلائِي |
وَلا رَضِيَ الخِلافَ وَلا الحِوَارا |
وَدَسَّ لِيَ المَنَايَا فِي العَطَايَا |
يُؤَمِّلُ أنْ يَرَى فِيَّ انكِسَارا |
فَقُلْتُ أَصُولُ فِي مَيْدَانِ ثَارِي |
وَأُعْيِيهِ افْتِضَاحًا وَاسْتِتَارا |
وَأَكْشِفُ مَا أَسَرَّ مِنَ الرَّزَايَا |
وَأُعْلِنُهَا عَلَى الأعْلامِ نَارا |
بِشَيءٍ مِنْ مُدَاوَرَةٍ وَشَيءٍ |
مِنَ الإِبْهَامِ لِلأَفْهَامِ سَارا |
فَإِنْ نَادَى بِصَفْحٍ قُلْتُ أهْلا |
وَلَسْتُ بِمَنْ يَرَى فِي الصَّفْحِ عَارا |
وَلَمْ ألْقَ الَّذِي أَمَّلْتُ حَتّى |
رَأَيْتُ بِجَذْوَةِ الْخَيْرِ اسْتِعَارا |
وَجَاءَ الخَيْرُ عَافَ السّيْرَ يَجْرِي |
وَوَجْهُ البَدْرِ أشْرَقَ وَاستَدَارا |
بشَعْبٍ قَامَ بِالإقْدَامِ وَاعٍ |
وَشَدَّ عَلَى عُرُوشِهِمُ وَثَارا |
أقَضَّ مَضَاجِعَ البَاغِينَ عَزْمًا |
وَمَن رَضِيَ الهَوَانَ لَهُ شِعَارا |
وَأحْيَانِي وَكُنْتُ نَعَيْتُ شَعْبِي |
وَشُرِّعَتِ المَعَابِرُ لِلحَيَارَى |
وَفِيكَ رَأيْتُ ذَاكَ فَلا تَلُمْنِي |
لَأَنْتَ الحُرُّ مَا عَرَفَ الصَغَارا |
وَأنْتَ النُّورُ يَسْطَعُ بَعْدَ لَيْلٍ |
بَدِيعًا فِي سَنَاهُ العَقْلُ حَارا |
أعَادَ لِيَ القَرِيضَ يَقُولُ مَرحَى |
فَقُلْتُ وَقَدْ عَصَى: حَرْفِي تَوَارَى |
وَلَمْ أَجِدِ البَدِيعَ وَلا القَوَافِي |
جَنَائِنُ أحْرُفِي أمْسَتْ قِفَارا |
فَعُنْقِي اليَوْمَ مَخْتُومٌ بِفَضْلٍ |
يُكَبِّلُنِي وَيَسْلُبُنِي القَرَارا |
بِنَفْسٍ قَدْ سَمَوْتَ بِهَا عَلَيْهَا |
وَمِرْجَلِ أدْمُعٍ بِالشُّكْرِ فَارا |
وَقَلْبٍ هَزَّهُ بِالرِّفْقِ وَدْقٌ |
أَرَقُّ مِنَ النَّدَى وَأَعَزُّ دَارا |
يُطَوِّقُنِي جَمِيلُكَ يَا ابْنَ قَلْبِي |
وَيُلْبِسُنِي مِنَ النَّجْوَى إِزَارا |
وَيَجْدِلُ لِي بِحَرْفِكَ تَاجَ غَارٍ |
وَفُلًّا فِي اليَدَيْنِ وَجُلّنَارا |
كأنَّ الشِّعْرَ إنْ تَقْرِضْهُ يُمْسِي |
عُيُونَ الفجر تَحْتَضِنُ الدِّيَارا |
وَلَوْنَ المَجْدِ يُشْرِقُ فِي البَرَايَا |
وَضَوْعَ الزَّهْرِ تَجْمَعُهُ العَذَارى |
فَمَا يُجْزِيكَ يَا مُخْتَارُ قَوْلٌ |
أُزَيِّنُهُ، وَأُعْلِنُهَا مِرَارا |
وَأُطْلِقُ فِي الحُقُولِ فُلُولَ نُطْقِي |
لِتَأتِينِي وَقَدْ نَسَجَتْ إطَارا |
لِقَوْلٍ مُوجَزٍ بِالصِّدقِ يَحْكِي: |
لَقَدْ دَشَّنْتَ فِي رُوحِي مَزَارا |