الشغافُ اليابسة
تبلّدتِ الأحاسيسُ الرِّهافُ ويابسةٌ من القلبِ الشغافُ وأنزفَني الزمانُ دماً ودمعاً فما يهمي بكاءٌ أو رعافُ تبددت السنينُ دخانَ تبغٍ ترسّبَ خلفَه قارٌ زعافُ وأطفو ميّتاً والبحرُ تحتي تنكّرَ لي وهيهات اعترافُ أرى الأحزانَ تُروى من فؤادي وكلُّ مُناه صَوَّحَها الجفافُ فكم سمِنتْ على حِجري همومٌ وماتت فيه آمالٌ عِجافُ بكفّي هذه أشتالُها قد غرسْتُ فكان للموتِ القِطافُ عفا جَوْنُ السنينِ رسومَ حلمي واعقبَها هموماً لا تَعافُ تُقيم لديّ هاجسةً وشُغلاً كعابدةٍ يوطِّنُها اعتكافُ سقتْني كأسَها الممجوجَ صِرفاً أعابدةٌ وفي يدِها سُلافُ وبي نزلتْ ثِقالاً لا تُراعي وشأنُ الضيفِ لو راعَوا خِفافُ وكنتُ لنائباتِ الدهرِ فَرْقاً وحصَّنني العِيادُ فما أخافُ فلستُ بمُتّقٍ أبداً صُروفاً وعندي الكَربُ ليس له انصرافُ قنطْتُ من ارتجائي الدهرَ عدلاً وليس يُجيبني إلا اعتسافُ مضت جِدَةُ السنينِ وراء شيبي فإن يُنصفْ فما يُجدي انتصافُ وعوّدَني الزمانُ المَيلَ عني ويفجؤني وإن حالَ انعطافُ ولستُ بآملٍ غَدقاً وجوداً وعيشي منذ ميلادي كفافُ أعاني الموتَ في جسدي وروحي فإن يَحتمْ فما ثَمَّ اكتشافُ.