البصمة الثانية: مشهد المفاجأة
اني اقول لنفسي وهي ضيقة *** وقد اناخ عليها الدهر بالعجب
صبرا على شدة الايام ان لها *** عقبى وما الصبر الا عند ذي الحسب
سيفتح الله عن قرب بنافعة *** فيها لمثلك راحات من التعب
إن خط الحياة خط مليء بما ينوء هذا الخط عن حمله
لذا كان لزاما وحتما تخفيف العبء وتجميل المروي ما كان إلى ذلك سبيل
وإنقاص الصوت، وكتمانه أحيانا كثيرة
فلا يبقى إلا صوت المشهد يقرع على طبول القلب المتكسر
صوت هدوء. وصمت قاتل
تتلاقح فيه الأشجان والأحزان والذكرى
لكنها في الأخير إيمان بخطوط ما قدر وقضى
ورضى مفعم بكل الرضى
فالله حسيب كل أحد وإليه المشتكى وعنده اللقاء.
إخوتي الكرام.. أخواتي الكريمات
إن حكاية الماضي ليس بالأمر الهين كما يحلو للبعض أن يراه
إن حكاية الماضي اجترار لجراح وذكريات
حقيقة أنها مضت فصارت من الماضي
لكنها شاهد على الحاضر وبصيرة لما يأتي
فالأيام أيها الإخوة ثلاثة لا رابع لها
يوم مر ويوم أنت فيه ويوم تنتظره
وبعد أن يحل عليك الذي تنتظره يكون من الماضي ذاك الذي كنت فيه
فأريد أن أقول:
أن حكاية الماضي حكاية لما كنت ترقبه ثم عشته ثم مضى
فهو إحساس بالزمان عميق
وحين رفعت هذا القلم بين أناملي لأكتب ما مضى
كنت كالذي يكتب عن اليوم الذي هو فيه وعن غده الذي يرقبه
فتلاشى الإحساس باختلاف الزمان لأنه صار زمنا واحدا توحد فيه ماضيه بحاضره ومستقبله
صار حلقات متماسكة
فكأنني أعيش تلك اللحظة الآن
بل أحس بأني أعيها وإن كنت في وقتها آنذاك لا أعيها
واحسها في جوارحي وبين اناملي التي اكتب بها
يهتز لها فؤادي نبضا
وتمتلئ لها عيني عبرا
نموت كسائر الأطفال بل كنت أسرع قليلا
فترنحت محاولا المشي قبل الجميع لكن حين وصل وقته عجزت عنه
بلغت الشهر الثامن فالتاسع فالعاشر ...
ذهبوا بي كل مذهب بحثا عن ...
"ولدكما لن يستطيع المشي"
كلمات طبيب صكت الآذان
وحين يغيب الايمان بالقدر
والرضى والقبول بما قدر
والحكمة في تسيير الامور على جادة الامر الذي وقع
فلك كامل الحرية في تخيل حيثيات ملابسة الالم بعد ذهاب الامل
وجري وراء سراب
واستنجاد بخيط عنكبوت
انها الوقيعة في حمأة الشركيات
والخرافات
والدجالين والمشعوذين
وهذا ايها الاخوة والاخوات هو واقعنا المرير
اذ ينسى رب الخلائق حين يستمسك بالمخلوق
هي لحظات صارت ساعات طوال
عدنا الى البيت بوجوه شاحبة وأعين شاخصة
عادوا والابصار لاترى والنهار قد غشاه ظلام
وكانوا كما قال القائل
وصار الليل مشتملا علينا *** كان الليل ليس له نهار
لقد اختار الله بحكمته ابتلاء هذين الابوين
ابتلاني بهم وابتلاهم بي
وهبني لهم على غير ما ينتظرون وهذه حكمته
فهو الذي يهب سبحانه وحده لا احد
فاعر فوا ايها الاخوة الكرام والاخوات الكريمات لله نعمته وفضله
واشكروه على العافية والصحة
واعرفوا لذوي الاعاقات معاناتهم وحقهم
فاننا ابتلينا بكم وابتليتم بنا
فعلينا الشكر ان اعنتم
ولنا الصبر ان جفوتم
فكلنا على مركب واحد نسير
والى مصير واحد نصير
فارجو ان يكون مرمى بصيرتي من بياني قد نفد حيث اريد من قلوبكم
وان تكون العبرة لنا جميعا حيث ارادها الله بابتلائه ان تكون