ارتعشت يدي وأنا أشد على مؤخرة الشمس التي أبت إلا أن تودعني وتحرق الحلم المزروع في أفق المستقبل النائم خلف الورق .هناك أراه الآن يتألم ويحترق، هذه حمرة النار الملتهبة يحملها الشفق،أكانت مسرحية من خيالي الزائف؟ لماذا لم أفهم أن للشمس شعاع لا يرى وهو أخطر من دمعي أقوى من ملح الثرى ؟
أيها الحلم صنعتك رعشتي وسهادي وها أنت تموت ببرود،فرشت أوراقي على شاطئ بحرك وسقيتك من دمعي ووجعي لكي تحيا ،فكيف تموت ومنك تعلمت معنى الحياة،كيف تموت وصوتي يسكن فيك ،وروحي فيك زرعتها لكي تبقى هنا بجانبي؟ عريت داتي ومنحتك كل الصفات ، فلتحترق الأرض إن شاءت ولتحترق أرصفة البوح المتعرج عبر الشوارع المنحرفة ،كنست كل الشوائب من مدينتك فإذا بها تتحول إلى أحزان تحاصرني ،تقتل الماضي والحاضر وتعتقل المستقبل النحيف .
أيها الحلم لا تفقأ عيني .فكيف سأسير إذا على الرصيف ؟ لا تشنق روحي بموتك،وتعصر قلبي بالحيرة والغيرة والإنكسار.إلى متى سأظل أبحث عن صوتك أيها الحلم ،مللت النداء ، مللت البحث عنك بين نجوم السماء ،سألت شمس الغروب التي أشعلت نار الوداع في جوفك المدبوح فانصرفت دون أن تمنحني فرصة لأرتق الجرح النازف عبر سنوات الحطب اليابس الملتهب.من الخائف الآن؟من الهارب الآن من الخائن الآن؟ أنا أم أنت أيها الحلم الإنسان؟أصبحت أنا الجبان ،أنا الذي كسرتني العاصفة القادمة من همس حب حارق وجد أمامه محيطا من الجليد فأطفأ شعلته وصار أبرد مما كان ، هل أنا أنا؟ أم أنا طيف من خيال نسجته آلهة اللغة والبيان ؟ هل أنا أنا؟ أم أنا موج هادر كسرته صخور الشطآن ؟ ربما أنا لست سوى بشر حالم أراد أن يكون أكثر من إنسان ، فضاع واحترقت مثاليته الموبوءة على أرصفة النسيان ............