عادة الإنسان أنه يحب التغيير، ويمل طول الأمد على حالة واحدة.. أما الصالحون الأبرار فلا يملون ذكر الله أبدًا، ولا تنقطع رغبتهم، ولا ينتهي نهمهم منه؛ لأنه حياةُ القلوب وغذاءُ الروح وشفاءُ النفوس من أمراضها وعللها.
قال عون بن عبد الله: كنَّا نجلس إلى أم الدرداء، فنذكر الله عندها، فقالوا: لعلنا قد أمللناك؟ قالت: تزعمون أنكم قد أمللتموني؟ فقد طلبت العبادة في كل شيء، فما وجدت شيئًا أشفى لصدري ولا أحرى أن أصيب به الذي أريد من مجالس الذكر،
وقال ميمون بن مهران: ما دخلت على أم الدرداء في ساعة صلاة إلا وجدتها مصلية ...
وقال يونس بن ميسرة بن حلبس: كنا نحضر أم الدرداء وتحضرها نساء متعبدات يقمن الليل كله، حتى إن أقدامهن قد انتفخت من طول القيام.