وقفة تأمل مع فقرة من كتاب النقد الثقافي
يقولُ الدكتور " عبد الله الغذامي " في كتابه النقد الثقافي : ( إِنَّ نزار نموذج مطلوب في الذهن الثقافي ، لذا انوجد واستمر وثبت واتسعت رقعة انتشاره وتوزيعه ) [ 268 ] ويضيف ( العلة ليست في نزار قباني بذاته ، فنزار ناتج نسقي للثقافة ) [ 269 ] .
لو رفعنا كلمة " نزار " ووضعنا مكانها " الغذامي " يا تُرى أَ يقبل المنطق بصنيعنا ؟ أم يرفضه ؟ لأَنَّنا جعلنا من أَنفسنا شركاء للمبدع في نتاجه النقدي الضخم ، فليس له فضل في ما جاء به ، ( ولعل الفرق هو أننا لا نغفر لأنفسنا ذنوبها على عكس موقف نزار [ الغذامي ] الذي لم يبال بذنبه النسقي ، مستجيبا لدواعي النسق ذاته ) [ 269 ] من الكتاب نفسه ....
فضلاً عن ذلك أَنّه نتاج ثقافة فهو حتمي الوجود ، وعندها تسقط الجهود الفردية ، والعبقرية الشخصية ، والجهود المبذولة من أجل الإنتاج الإِبداعيّ والنقدي على السواء ، إذ لا شيء خاص ، وإنّما هو نتاج ثقافة عامة نسق بحسب رأي الدكتور الغذامي . فالجميع نسخ متشابهة متساوية بلا فرق جوهري ، يبدو أن هذا أمر يحتاج إِلى أدلة وبراهين لإِثباته .