بعد التمزق. . ۞..نثر..۞
بعد التمزق
عندما غادرنى قاتلى..
تاركا تفاصيله الصغيرة..
أوراقه..أحلامه..قسوته..
و قلبى الصغير الفضى..
لم أتوان..
لفنى حنين مجنون اليه..
ساقنى من مرقدى..
وتلقفتنى الشوارع المعتمة..
لم ترحمنى..
ساخرة منى..
"هاك..تلك سكيرة أخرى"
و الأرصفة تشد ثوبى
ولا أعبأ..
و الأشجار القاسية ليلا..
العارية من ثوبها الأخضر
تمزقنى بهمساتها..
ولا أبالى..
و السائرون ليلا ..طيور جوارح
...و أمضى..
أصم أذنى
أقتل خوفى..
و أمضى..
و بعد السير الطويل..
و البرد يضنينى..
استوقفنى المكان..
كم من الوقت مر..
ملايين اللحظات..
"حيث الفوارق بين اللحظات دهورا"
أستقى الحياة من عيني قاتلى..
....رأيته..فلم أفكر مرتين..
خطوت خطوات شبحية..
يهديها الضوء المتلألئ فى أرجاء الحانة..
تتكثف على وجنتي..
قطرات من أنفاس ثلجية..
تتحسس شفتى ..و تذوب..
يحيط بى لون أزرق شاحب..
هو لون الموجودات كما أراها..
أو..ربما...
هو لون احتضارى..
تلتمس السماء ظلى..
فلا تجد لى انعكاسا..
رغم أثر توسلاتى على واجهة الحانة..
تتناثر من حولى..
ظلال تصطنع البراءة..
لقطرات المطر
تتخلل شعرى...و تؤلمنى
أصداء عميقة لموسيقى الحانة..
رغم خفوتها ..
تجرح ثوبى..
تعبرنى المرايا..
أحدق فيها ..و تقسم كذبا
فلا أرى الا صورا
خاوية من دفئ..
تغيب أناملى فى أسطح المرايا..
تضيع فى تموجات لعوب..
تثير جنونى..
فتارة التذكر..و تارة التنصل..
و تارة ترانى حية جدا..
و تارة تزيدنى بالنسيان موتا
و تارة تقلب صورا شريدة..
قريبة.. بعيدة
تحيل القلب صنما ذليل
و تقسم ..و تكذب
و بالحلم تغدو الرؤيا
ظلالا..تذوب..
و فى الحانة تسكر جموع الراقصين
و تعزف الاّنات نغم شجى
تشدنى الضوضاء من دوامة المرايا
و الصخب يعصف بين الثنايا..
يحل القيود..و أسرى يعافر..
و دوى الخطى.. عدو لدود..
وحين الخطى..
تتساقط الأيام..
تزداد وهنا..
تتكسر كالخريف بين الأقدام..
وحين الخطى..
تنمحى أوراق من ذاكرتى..
و تبكى.. ثائرة
على سكون نبضى..
على ذوبان حقدى
وكل شئ من حولى أزرق شاحب
بارد..
على جبينى..
يحفر للصمت عهدا..
وبين عالمى....و قاتلى
نافذة ثلجية..
تقتحمنى عيناه
فلا ترانى..
لا ترانى
لا ترانى
وألملم اسمى ..حروفا
بعد التمزق
و امضى.. ولا انعكاس
لا اثر..
لا اسم.