النيل الجميل
جميل بقدٍ عنده الحســــنُ يُشتمـلُ … بهـاءٌ تحسُّ به الأعمارَ تُختَزلُ
كريم ترى في بذله عزَّ أصلـــه … فضاءٌ يُرى فيه النقاء يكتمل ُ
سخيٌّ له في المكرماتِ سوابـقٌ … مليء كنوزاً دائمُ البِرِّ يُنفِــــل
بديعٌ تثنّى تحتَ أبصارِ عاشقٍ … يزور المدائن يغشاها فتُعْــــدل
أليفٌ له من إِلْفِـهِ صدقُ دَلِّـــــهِ … كريمٌ ترى فيه الظِّبا تترفَّـــــلُ
وماءٌ تآلفَ لجَّةً بعد قطـــــــــــرةٍ … بشير له في الظامئات تنفُّـلُ
خجولٌ إذا ما الشمس أبرد قُرصهـا … نَجـودٌ له في النائبات تكفُّل
غيومٌ تُرى شرقَ السماء وغربَـها … ومدرارُها مثل الثريات يهطل
أسود لها في الناهلات طرائدٌ … نمور تُرى في العاديات تسلَّل
وفي جوفِهِ تسري التماسيحُ خلسةً … تنادتْ إلى أشهى الوليمةِ تُبذلُ
وطائرةٍ ترجو الصِّيادَ غنيمــــــــــةً … وسابحةٍ ترجو النجـاةَ فتُخبـــلُ
وواردةٍ ظمأى بها الشوق دفَّهـا … إلى موردٍ تَروى مياهاً وتَنهــلُ
أيا نهر نيلِ الأحبَشِين رويتَنــا … بلالِ العطاشِ على القرونِ تُجمَّـلُ
أيا نيلَ سودانِ الأفارقِ نظرةً … لعلي بها أَروي الصبابةَ، أُقبَـلُ
تلاقيتُما حباً على الدهر مثلمـا … تلاقى العطاءُ الثَّرُّ والخيرُ مقبـلُ
وأبيضُ معطاءٌ وأزرقُ فائـضٌ … وقد أبرما عقداً على الدهرُ يَجْمُلُ
وقد أدَّيا عهـــــداً وداداً وأُلفةً … فهل يهتدي نهرٌ وفي الناس أعدَلُ
أيا نيلَ صحراءِ الكنانةِ حبَّنـا … بعيدٌ منالاً أم قريبٌ فأنـزلُ
محمد عزت الخالدي