بعيداً عن الأهل أمضي
بلا ذاكرة
فكلُّ الحكايا التي ألهبَت ذاتَ يومِ فؤادي
غدتْ عابرة
وأنتَ الذي كُنتَ عنّي غريباً
إليكَ انتهيتُ..ومنكَ ابتدأتُ
وفيكَ اكتملتُ
وأنتَ الحقيقةُ
كلُّ الذي كان قبلكَ وهمٌ
كآثارِ جرحٍ على الخاصرة..
سأقرأُ نفسي وأكتبُ عنّي
فأينَ أنا الآنَ منّي؟!
رماني بوجه القدر
وكان يسودُ جَناني الظلامُ
إلى أن رآني القمرْ
فقلتُ: وهبتُكَ نَفسي
حنانيكَ خُذني
فقد مسّ قلبي التلَف
فقال حبيبي: تعالي إليّ
" عفا اللهُ عمّا سَلف"
مضى ما مضى
وكم سندوّي حنيناً لوقتٍ مضى
ولكنّني...
أرى حاضري بكِ أجمل
وما سوفَ يأتي بقربكِ أجمل
وأنتِ الحقيقةُ
كلُّ الذي كانَ قبلكِ وهمٌ
كآثارِ جُرحٍ على الخاصرة
* * * *
سريري يُودّع جسمي
وتلك الوسادةْ
تُنادي بإسمي
وهذا اليُراع وتلكَ الدفاتر تبكي
لأنّي
سأذهبُ
تاركةً في الوسادةِ دمعي
وحضنُ سريري يُفرّغ همّي
فقد كانَ يوماً
أحنُّ لقلبيَ من حِضنِ أمّي
* * * *
وداعاً لصحبي..
وداعاً لأهلي..
وداعاً لأمّي..
أنا الآنَ أمشي
أغذّ الخُطى نحوَ دربٍ جديد..
كأوّل مشيٍيَ حينَ مشيتْ
كأوّلِ دمعيَ حين بكيتْ
كأوّل نُطقيَ حين حكيت...
سأمضي
وأوّلُ دربي
وآخرُ دربي
(أُحبّكَ أنت)
فاطمة 3-9-2012