قصة مستوحاة من صميم الواقع المعيش..
إذ ما تزال عائلات تحيا على هذه النغمة..
تضرب بأطنابها في عمق تراث عصور التخلف و الجهل..
دلالاتها لامحصورة ..
ـ الحياة على العادات والتقاليد البالية ..
ـ الجهل بتعاليم الإسلام..
ـ ارتقاء درجة الوالدين بعد زواج الإبن..
ـ إلحاق كل المهام البيتية بالكنّة..
ـ الغياب التام لسلطة الإبن على نفسه ..وعلى زوجته ..إلا وقت الطاعة بأمره بجلدها..ليثبت للأم رجولته ..
ولانعرف ..زواج أم استعباد؟؟..
تفصيل هذه الأمور ـ فضلا عمّا غاب هذه اللحظة ..يتطلب صفحات..وإذا تناولتها بالدراسة ..فلن تكون إلا أكاديمية ..
والقصة بسيطة واضحة ..فاضحة ..تخلو من التعقيد والغموض..وحتى من الرموز ..إلا عبارة/ زيت النعام/ وربما له اسم // زهم النعام//فلا هو شحم ولاهو زيت..
هنا رمزيته في وجوده في السروال بالذات ..وتحليله يكشف عن خلفية ثقافية غائرة في عمق الذهنية البدوية التي لاشغل لها سوى العيش البسيط ..والإكثار من الإنجاب..
والمنهج الذي أراه يقارب النص القصصي هو البسيكوـ سوسيولوجي..
وسأكتفي بنقطة حساسة في النص..
تمثل جزءا في نفسية البطلة الرئيسية // الكنة //..ولاأتحدث عن معاناتهااليومية ..
بل عن ..بناء آداء الواجبات على الأهواء..
وأحاسيس الأهواء تترتب على المعاملة ..
حالة نفسية مدمرة في مسالك الجهل..
حيث يترتب على فعل البطلة في الغسيل ..
مقابلة الإساءة بإحسان الشيخ..
مقابلة الإحسان بإساءة العجوز..
انقلاب موازين الإخلاق بدافع الجهل..ولم تكن الكنة هنا المرأة التي تدفع السيئة/ بالتي هي أحسن/..
بل تذكرها همجية العجوز وحقدها عليها فرض عليها صورة الانتقام ..فراحت تشدد على الثوب فنظفته..
وتذكر حنان الشيخ ..حملها على الرأفة بثوبه..
غياب كلي للعقل ..والخلط بين الواجب والأهواء العاطفية ولّد حتما الخطأ..
وحالة خطيرة في العجوز ولّدها الجهل بتعاليم المعاملة ..
فهي التسلطة ..القاهرة ..تعيش على حبك الدسائس والمكائد..الحيلة والمكر والخداع ..الوشايات الكاذبة ..أيغار صدر الإبن متى أغضبتها الكنة ..تصرفات تمليها الأهواء..
وهنا جاز مشابهتها بفعل آل صهيون ..وتحيلنا القصة إلى // في ظلال القرآن // لسيد قطب ـ رحمه الله ـ حينما يصف بني إسرائيل القرآن الكريم في سورة البقرة ..
أما الشيخ ..فهو صديق مصالحه..تهتم به الكنة وتريحه وتخدمه ..يحبها ..يهديها ..بل يتسوق مكان زوجها..
تخطئ مرة ..ينقلب عليها وتصير حرباء ..وديك ..خطأ واحد محا كل صالحاتها..
الغياب التام للإبن الزوج إلا عند حضور السياط يتهاوى على جسد الجارية المسكينة إرضاء وطاعة للأم ..وليثبت للأم أيضا رجولته ..
رجولة لايثبتها إلا السياط..والأولاد..
وما هذه الشخصيات النموذجية إلا نموذج جزئي لحالة كلية في مجتمعنا ..
حيث الجهل بتعاليم المعاملة الإسلامية ..وقد حذر العلماء قديما وحديثا من العلم الناقص..
والدليل استخدام الكنة في القيام بكل شؤون البيت ..ثم التمظهر علانية أمام الجميع بختان جماعي للفقراء والمساكين ..
حياة همجية تناى عن الإسلام ..تقابلها الصدقات ..إن كانت خالصة لوجه الله وقبلها ..
المحترمة ياسمين ..
هذه قصة ..تصلح منطلقا لدراسة مجتمع عربي بكليته يعيش أوحال إزدواجية الشخصية ..وانشطارها ..
والقصد بناء المشروع الثقافي الرسالي العربي الإسلامي..
إذ لابد من معرفة الأخطاء قصد توضيح بدائلها الإسلامية ..
أما القندورة والقشابية ..فهي الجلباب ..وكان ـ في نظري ـ يفضل استخدام الفصحى ..العامية ميراث التخلف..وربما القشابية من القشيب ...الجديد ..القندورة ليست عربية ..
شيبة النار ..فصيحة ..كناية عن خسة الأم العجوز وشرورها..
خالص تحياتي..