ساد صمت ثقيل على المدينة ولا يُسمع في الكون سوى وجع وأنّات السماء و هي تُنجب أول بناتها الكريمات، حينها كنت أغني أغنية المشي على أشلاء النهار المنهزم أمام عدوه الأبديّ، كنت وحيدا بل مع هواجسي ...أفكاري ...تساؤلاتي الكثيرة، فمنها ما أحكمت قبضتي عليها و بارزتها لأنتصر في الأخير و منها من لاذت بالهرب بين متاهات الواقع المرير.
تطول معاركي ككل يوم و أنا أجر الخطى عائدا الى بيتي الصغير المُطل على بحر من الحيّرة و أمواج من التناقضات، و على طول الطريق المؤدي اليه كانت أعمدة الضوء المتراصة بانتظام تنشر في المكان نورا ضئيلا ما يكاد ينفلت من صُلبه حتى يتبخر للاشيء، فيتحالف الظلام مع الظلام، حينها تُخلق لوحة سوداء لا تكاد ترى فيها و لا منها شيئ...؟