علبة العصير..!
جوٌ حار ..ٌ يرتفع الضغط ، تجتاحني رغبة في شرابٍ أو طعامٍ بارد..شوكولاتة!.. لا ..سعرات حرارية أخرى في هذه الهاجرة!..فإذن مخيضُ اللبن .. لا.. لا! ..ففيه من الملح مايرفع الضغط عندي إلى المليون..!..عصير برتقال! حسنٌ ..حلت المشكلة!
خمسة وعشرون قرشًاتكفي ..مددت يدي في جيبي فلم أجد الفكّة..مشكلة أخرى ..خمسون دينارا ،ورقة في جيب القميص ..والله إني لأستحيي أن أمدها لأمين الصندوق..اندفعت إلى السوبر ماركت ..هواءٌ رطبٌ باردٌ ينثره المكيف..أسرعت إلى ثلاجةِ العرض..تناولت علبة العصير..اشتعلت حرجا لم تطفئه برودة المكان..توجهت إلى حيث صندوقين لدفع الحساب..توجهت إلى السّمين من الجهة اليمنى ..فراعته الورقة التي أظهرتها له.. ولم يرعه من عرقي المتصبب..قال ببرود: لا توجد فكّة!.. ولما أغواني اليأس، انفتلت إلى النحيف الجالس إلى الصندوق عن يساري ..فرأى الورقة و ما بي ..قال:هذا الوجه الطيب لا يُرد! ..فاستحللت من حرجي ..واستشعرت أنسام المكيِّف كألطف ما تكون، أعاد لي باقي النقود .. هممتُ.. قال : انتظر!..نزل إلى الأسفل جانب الصندوق ..ناولني علبة كبريت..عاودني الضغط والحرارة.. فاستطلعته عيناي..قال : بقي لك من حسابك السابق قرشان (وهو حسابٌ لآخر تسوقٍ لي)..تركتها له ..أسرعت نحو الباب فاحتوتني حرارة الطريق ..عاودني العطش..آآه :.. نسيتُ علبة العصير!..معي الآن فكة الخمسين وعلبة الكبريت..أما علبة العصير فقد ظلت هناك تستأنس برودة المكان...حدثتني نفسي إن أعود لأستعيدها..سرت خطوات ثمّ توقفت، إذ داهمني عرقُ الخجل ثانية..ووقفت طويلا أقلبُ الأمر أضربُ أخماساً بأسداس..