يا ساكن أفكاري
؛
اتحدت البدايات والنهايات بسكة واحدة .. بطريق سالك وحيد ..
لم تعد هناك طرق متفرقة ولا متفرعة لم تظل لي خيارات ولا أبواب أفتحها بعيدا عن بابك الساحر هذا ..
حين اقترفت جمالية الصداقة معك انغزرت بك .. ذبت فيك ..
هذا السحر وهذه الجاذبية للانغماس بأفكارك .. للنيل من دماغك ..
وهذا الشغف الغريب بالمعرفة نالت مني كلها للأعماق ..
نعم .. اقترفت الصداقة لك ولأجلك .. هذه الصداقة البيضاء المثالية يممتها رابطا وثيقا يصلني بك .. وهذا الصفاء الأسطوري غمسته بنهر الحياة الأبدي المذهب لي ولك
كانت روحك ترفرف جمالا والانسياق إليها يجرف مني طولا وعرضا
وبأعماق الجوارح كان هناك حس غريب يشدني إليك .. كنتَ وكأنك مغامرة أهم الولوج إليها .. سر عجيب أريد اكتشافه .. لغز محير أستمتع بحله
تركيبة تفكيرك هذه خامرتني الرغبة أحيانا ودوما أن أبسطها هكذا .. كما تلك اللعبة للأطفال تلك الشظايا التي تلصق ببعضها البعض لنخلص في النهاية لصورة غابة أو كوخ أو طائر أبيض يحلق بالسماء..
نعم .. هكذا أردت أن أبسط ما يحويه تفكيرك ليصير صورة متصلة واضحة مفهومة مستوعبة..
لكن غالبا ما تحول بيني وبينك عيناك والأوراق وأشلاء كثيرة من الأشياء التعجيزية
تكبلني القيود للوصول لأفكارك .. أحاول تفكيكها كما تفكك السحب الثلجية بالأفق ..
أحاول تحطيمها كما تحطم حفنة تراب قريتنا وأنت تضغطها بين كفك .. لتستنشق عبيرها المدوي ..
دون جدوى بكل محاولة يضيع جهدي
وحين تحتار بي السبل أعود إليك لأسألك هذا السؤال الجوهري
" بم تفكر الآن ؟"
وكأنك قد تريني صفحة من كتابك الخفي ,, وكأنك قد تفتح لي البوابة على مصراعيها نحو ماضيك وحاضرك وحتى أمنياتك
وكأنك حقا قد تزيل الستارة المخملية عن النافذة الزجاجية .. لأنعم بالمنظر الجميل المطل على ذكرياتك
" بم تفكر الآن ؟"
" ماذا يدور بخلدك الآن ؟"
من مذكراتي المغلقة
؛