رحلة روح
بهذه اللحظة المتوازية مع جمال الطبيعة تارة .. ومع سكون الروح تارة أخرى
أخيرا ..
يمكنني الاعتراف لك .. أن هذا الشعور الجميل تجاهك .. بدأ ينمو شيئا فشيئا
بدأ يتكون .. ليحتل الروح .. والجسد
هي دغدغة حواس تتملك الجوارح .. مع بعض ارتباك .. كلما سقط اسمك سهوا .. أو سهما
في مجرى النهر .. أو مجرى حديث
أوصافك السيئة بدأت تتخذ منحى آخر لتندرج ضمن الأمور المتجاوز عنها .. في آن يطغى عليها طابع الألفة .. ثم تنحاز للأوصاف الخيرة .. المحبوبة
تماما كما ثنائية القبح والجمال
فحين نرى الشخص لأول مرة يمكننا تصنيفه بسهولة .. ألهذا الطرف أم للآخر
لكن حين الاقتراب التام والاستئناس .. حينها تتضبب الحقائق لدرجة أن ترى القبيح بمنتهى الجمال .. والجميل بمنتهى القبح .. ببساطة لأننا توغلنا لروحه .. فأباحت المعرفة الحقيقية .. والتصنيف الحقيقي
فكان تعرف الملامح بمقاس الروح
بعد كل هذه السنوات .. وكل هذا الزمن
الآن.. يمكنني أخيرا أن آخذ بيدك
وأسير بك داخل أعماقي فترى أوصافك بأفكاري وبروحي
نعم .. لن تنتظر بعد الآن أن يصفك الآخرين أن يمدحك هذا ويذمك ذاك
لن تنتظر أن يرددوا ما فيك وما أنت عليه
قد لا تستوعبني كثيرا .. إنما حقا هناك فرق كبير أن تصفك الأفواه ,, وأن تصفك الجوارح والأعماق
إذ الأفواه يمكنها أن تجامل دون وعي .. يمكنها أن تمارس لعبة الرياء وغميضة ترديد الجمال أمامك
لكن الروح شيء آخر الصدق نردها الوحيد .. والبياض الملك
وأنت لها الرحيق .. وأنت لها لهيب العبق
لن تستطيع أن تراوغك لأنها ما خُلقت مراوِغة
ولن تستطيع أن تكذب عليك .. لأنها ما صُنعت كاذِبة
عملها الأسمى .. أن تحيك الألفة بخيوط من حب تنسل من كبة العشق وفي النهاية تكون قد نسجت قميص من نور
فضفاض سعة السعادة
ضيق شبر الشغف
طويل رفاهة الشوق
قصير مسافة بسمة
سترتديه الآن قميص انطباعات روحي .. لتتبختر به أمام العيان
تمشي مرحا بقميص لا مرئي لن يلحظه أحد
إلا من تأمل البريق بعينيك
واللمعان بملامحك
ذاك الذي يحكي .. أن نعم قد شربتَ العسل من شفتي الحب
أن نعم قد تلمستَ أطراف السعادة لدرجة التملك
عانقتَ الشغف لتصير أنتَ الشغف
وأن نعم قبلت عنق البياض لتحوز اللذة لتفوز الصفاء
وأن نعم نعم التهمت كل رحيق تلك الزهرة
وشربت كل هواء تلك الغابة
فأصبح الجوع والعطش لديك بمقياس آخر
لا الطعام يشبعك ولا الشراب يرويك أفضل
يكفيك أن ترتدي القميص
قميص الشغف
لتشبع أفكارك فراشة
يكفيك أن ترتدي القميص
قميص الحب
لتروي حس الجمال بأعماقك ذات النحلة
يكفيك أن ترتدي القميص
قميص الوله
لتهاجر نحو القلوب رحلة بعد الرحلة
فرحا بعد الفرح
من مذكراتي المغلقة ؛
؛