|
رَحِمَ اللهُ للجزاِئِر شَعباً |
جَرَّعَتْهُ الخُطوبُ أتْعَسَ كأسِ |
يا لَأرْضٍ بها المَلايينُ هَبَّتْ |
وَأطاحَتْ بِكلِّ كَلبٍ فَرَنْسي |
فَصُمودُ الشعوبِ أقوى وَأمْضى |
مِن قُوى المُسْتَبِدِّ من أيِّ جِنْسِ |
وَإذا الشَّعبُ لِلغُزاةِ تَصَدّى |
فَاْحْسَبِ الغازي في مَزابِلِ أمْسِ |
أيُّها الشعبُ في الجَزائِرِ لَقَّنْتَ |
فَرَنسا دَرساً يُذِلُّ وَيُخْسي |
لْيتَ شِعْري! واليومَ تَشْقى بِقَومٍ |
يَقْرأونَ القُرآنَ في ثَوْبِ قِسِّ |
يَقتلونَ الاطفالَ قَتْلَ الأقاحي |
في طُهورٍ من الصباحِ وَقُدْسِ |
وَبِوَحْشِيَّةِ اليهودِ على النِّسْوَةِ |
هالوا على الرؤوسِ بِفَأْسِ |
ثمَّ شَدُّوا على الشيوخِ بِحِقدٍ |
كَمُصابٍ من الجُنونِ بِمَسِّ |
يا إلهي كبيرةٌ هذه البلوى |
على النفسِ والضميرِ وَحِسِّي |
رَبِّ فارْحَمْ موتاهُمُ وَاشْفِ |
مِرضاهُمْ وَضَمِّدْ جُروحَهمْ يا مُؤَسِّ |
ربِّ هذا الزلزالُ زَلزَلَ حِسِّي |
وَتَهَدَّمْتُ فوقَ أنْقاضِ نَفْسِي |
ربِّ هذا القَضاءُ حَلَّ بِناسٍ |
رُوِّعُوا في البيوتِ والليلُ مُغْسِ |
فَكَأنَّ البيوتَ لمْ تَتَهَدَّمْ |
وَتُوارِي أصْحابَها مِثلَ رَمْسِ |
فَأتاها الزلزالُ في ذاتِ يومٍ |
فَإذا القومُ تَحْتَهُ دونَ هَمْسِ |
رَبِّ رُحْماكَ إنَّني مِنْ عَذابي |
وَحَسَاسِيَّتِي ضَلَلْتُ بِنَفْسِي |
رَبِّ أنتَ الحكيمُ فَاْغْفِرْ ذُنوبي |
فَإلَيْكَ المَلاذُ مِنْ كُلَِ يَأسِ |
رَبِّ هذا القضاءُ منكَ قَضاءٌ |
لا أعِي قَطُّ مِنْ ضَآلَةِ نَفْسِي |
كُلُّ ما أرْجوهُ رِضاكَ وَإنّي |
طامِعٌ في رِضاكَ ما دامَ حِسِّي |
رَبِّ إنّي أشْكُو إليْكَ قُصوري |
فَتَرَفَّقْ بي في قُصُوري وَلُبْسِي |