هل قرؤوا أشعارَكَ ..
أم تُراهُمْ ، جاسوا ديارَ القصيدِ ؟
هل عرَفوا كمْ باتَتْ فيكَ كأُغنيةٍ وغيمةٍ ، أَمْطرتَك طرباً وعِشقاً ؟
إيهِ مصرَ الخالدينَ والفاتحينَ والبسطاءِ الطيبيين ، إيهِ يا كنانتي ورمحَ أمنياتي ، ودِفْءَ المواويل .
فأنا يا حبيبةُ ويا ذاتَ طهري الذي أقْسَمتُ ألا تلوكَهُ أنيابُ ذئبِ الماضي ، إنّي لمثلُ نيلٍ شربَ النورَ غَضَّاً ، وجرى في النجوعِ غَدَقاً .
بعدُ لمْ أَزلْ ابْنَ شامٍ تحنو على كنانةٍ ، وفيضاً منْ آياتِ الإسراءِ التي عانقتْ طورَ سيناء .
أرقبُ هناكَ ومِنْ شرفاتِ يقينٍ أزلي :
ابْنِ أمٍ هدْهَدَتْ صبرَها دهراً ، ولَملمتْ قمحَها في غيطانِ القريةِ الوادعة ؛ يُعيدُ كلَّ العرقِ المسروق ، من جبين فلاحيك الطاهرين .
ويُنْبِتُ في رباك بُرْعمَ سنبلاتٍ مائة ، لنْ تقوى كلُّ عجاف الماكرينَ أنْ تَسلبَها مِنْ صومعةِ العشقِ المُزَكّى بدماءِ العاشقين .