"أيمكنك أن تعزف لحنا أخيرا من أجلى؟"
هناك..كان العازف الأخير... تتهادى أصابعه العاجية على المفاتيح البيضاء.
"ترى ماذا أراد القول؟"
يبعث بالنغمات الثرية فيتمايل كأس الشراب على مائدتي و يتراقص الضوء الوحيد في عالمى وترتعش الورقة الأخيرة من زهرتي الحمراء المنسية ،كأنما ليعلنني بالأنات الرشيقة بأن موعدا قد حان.
لحن غريب.. شجى, يسطر انتهائي ذبولا ..وتساقطا كأوراق الخريف.
و لكن أوراق الخريف.. لا ترتدي الأسود مثلى، لا تجلس وحيدة مثلى، لا تستجدى اللحن الأخير مثلى.
فبعد التساقط.. تذوب في ثرى الأرض لتهب الحياة للأشجار من جديد.
.."فماذا عنى أنا؟"
لا شيء..لا أذكر
فقط.. أعرف أنها الليلة الأخيرة..!