حسم المقدور / د. ضياء الدين الجماس
تنهَّـد بعد انتهاء فحص جسده الواهن وباقي الإجراءات الأخرى ثم ألقى بالرداء الناصع الذي يستره وهبط من سرير الفحص الفخم ، وطفق يستر جسده بقميصه وبنطاله الكحتين الكامدين وهو يتحسس محفظة نقوده. رفع الطبيب نظارته بأصبعه ، وهو متكئ على طاولته العظيمة وقال بلطف: ستتحسن أمورك - إن شاء الله تعالى- ، ولكن بقيت أجور الفحوص اللاحقة و.. يكفي منك خمسة آلاف . بهت المسكين من الصدمة ومد يده المرتجفة وأخرج ما بقي من راتبه المحشور في محفظته ووضعه أمام الطبيب وقال : خذ منها ما تشاء، وبدأ يتحسس جيوبه الفارغة حرجاً خجلاً.. قال الطبيب بعد النظر للوريقات أمامه : يبدو أنك لا تملك إلا جزءاً يسيراً من المطلوب وعلشان خاطرك ووضعك الصحي سأحسم لك المقدور عليه ، مئتين!!!.