• تردد بعض الألسنه والأقلام العربيه مثل هذه العبارات و التراكيب : ( لهذا فإنه يجب على فلان كذا (، ( لهذا فإنه يتعين عليه أن يعمل كذا ) ، ( لذلك فلا بد من القيام بكذا ( ، ) رغم هذا فإنه يجب على فلان أن يعمل (.
بيد أن الصواب الاستغناء عن الفاء مع ما اتصل بها بعد اسم الاشارة لتصبح التراكيب على هذا النحو :
) لهذا يجب على فلان كذا ) ، ( لهذا يتعين عليه أن يعمل كذا) ، ( لهذا لابد من القيام بكذا (، ) رغم هذا يجب على فلان أن يعمل (
و تعليل ذلك - حسب قول العرب - أن الفاء مع ما اتصل بها حشو فيه التواء و ضعف في نسج الكلام الفصيح.
• ـ يقولون: نسائم الصباح الجميلة
ـ والصواب: نسمات الصباح الجميلة
نسائم على وزن فعائل ومفردة نسيمة على وزن فعيلة مثلها في ذلك مثل صحيفة وطريقة ووديعة وجمعها صحائف وطرائق وودائع ، أما جمع نسمة فهو نَسَمٌ أو نسمات ، يقول إبن منظور صاحب لسان العرب : ( ونسيم الريح أولها حين تقبل بلين قبل أن تشتد ) . ويقول في موضع آخر والنسمة الإنسان، والجمع نَسَمٌ ونسمات ، قال الأعشى:
إذا النسمات نفضن الغبارا بأعظم منه تقى في الحساب
وقد وردت نسائم عند بعض الشعراء المعاصرين مثل قول أحدهم :
سوف تظل دائمة من عطرها نسائم
* * * *
ـ يقولون: إسهاما منها في تشجيع القدرات
ـ والصواب: مساهمة منها في تشجيع القدرات
إسهاماً هو مصدر الفعل أسهم ، وهذه تعني كما يقول إبن فارس في مقاييس اللغة: (أسهم الرجلان إذا إقترعا) وذلك من السّهمة والنصيب. وهذه تختلف مساهمة المشتقة من الفعل ساهم الذي يعني شارك، فالمساهمة هي المشاركة والإسهام يعني الإقتراع. ومن هنا نلاحظ أن أية زيادة في المبني تؤدي إلى تغيير المعنى.
* * * *
ـ يقولون: البعض
ـ والصواب: بعض
كثيرا ما تردد هذه الكلمة في الاستعمال العام معرفة بأل التعريف ، والأصح أن هذه اللفظة ( بعض ) معرفة لأنها كما يقول أصحاب اللغة في نية الإضافة.
وفي هذا الصدد يقول الجوهر في الصحاح: ( وكل وبعض معرفتان ولم يجىء عن العرب بالألف واللام وهو جائز، إلا أن فيهما معنى الإضافة أضفت أو لم تضف ).
فالجوهري يقر بأن بعض لم تجىء عن العرب بالألف واللام.
وقد وردت كلمة (بعض) في القرآن الكريم في مواضع كثيرة وكلها جاءت مجردة من أل التعريف كقوله تعالى: {وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضٌكٌمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} . (النحل:71).
* * * *
ـ يقولون: بتَّ فلان في الأمر.
ـ والصواب: بتَّ فلان الأمر أي نواه وجزم به.
وجاء في الأساس بتَّ القضاء عليه وبتَّ النية جزمها. وجاء في المحكم بتَّ
الشيء يبته، أي قطعه قطعًا مستأصلاً. ومن ذلك بت طلاق امرأته أي جعله باتًا لا رجعة فيه.
* * * *
ـ يقولون : مُدَرَاء.
ـ والصواب مديرون.
يشيع استخدام هذا الجمع على الألسنة على أنه جمع (مدير) ظنًّا أنه مثل جمع سفير على سفراء، ووزير وزراء ، وأمير أمراء ...إلخ . وشتان بين الاستعمالين؛ فمادة وزير وسفير وأمير هي: وزر، سفر، أمر ، الثلاثي والياء فيها لبناء صيغة فعيل. على حين أن الفعل من (مدير) رباعي وهو أدار. واسم الفاعل من الرباعي عادة على وزن مضارعه مع إبدال يائه ميمًا مضمومة وكسر ما قبل الآخر. فيقال: أقبل يقبل مُقبـِل، وأحسن يحسن مُـحسِن على زون مُفعــِل، ومثلها أدار يدير مُـدير، على وزن مُفعـِل أيضًا بدالٍ ساكنة وياء ساكنة قياسًا، ولكن لثقل اللفظ، لوجود الكسرة على الياء، حملها القاء حركة الياء على الدال، فكسرت الدال وسكنت الياء ، فصارت مدير، وعند جمع محسن ومغير ومنير نقول: محسنون، مغيرون، منيرون ولا نقول: محساء، ولا مغراء، ولا منراء، وكذلك الحال مع مع مدير، فنقول: مديرون وهو الصواب لا مدراء وهو خطأ شائع.
• ـ يقولون: هذا الكتاب عديم الفائدة
ـ والصواب: هذا الكتاب معدوم الفائدة
جاء في معجم مقاييس اللغة: العين والدال والميم من أصل واحد يدل على فقدان الشيء وذهابه، وعدم فلان الشيء إذا فقده، وأعدمه الله تعالى كذا، أي أفاته، والعديم الذي لا مال له أ.هـ. وجاء في اللسان ـ أي لسان العرب لابن منظور ـ رجل عديم: لا عقل له
فالعديم هو الذي لا يملك المال وهو الفقير من أعدم أي افتقر. وقد حمل معنى هذه اللفظة من المعنى المادي إلى المعنوي.
* * * *
ـ يقولون: انكدر العيش
ـ والصواب: تكدَّر العيش
جا في جمهرة اللغة: الكدر ضد الفصو، كدر الماء يكدر كدرًا وكدورًا وكدرة، والماء أكدر وكَدِر، ومن أمثالهم: خذ ما صفا ودع ما كدِر انكدر النجم إذا هوى، وكذلك انكدرت الخيل عليهم إذا لحقتهم، وجاء في اللسان: كدر عيش فلان وتكدَّرت معيشته.
* * * *
ـ يقولون : تـصـنـّـت.
ـ والصواب : تــنــصّـــت.
هذه اللفظة كثيرة الاستعمال خاصة هذه الأيام في نشرات الأخبار وفي الصحف، ويراد بها استراق السمع، ولو حاولنا ارجاع هذه الكلمة إلى أصلها نجد أن صاحب لسان العرب يورد كلمة (صنتيت) ويقول (الصنتيت): الصنديد وهو السيد الكريم.
والصواب أن هذه اللفظة هي (نصت) ومنها الفعل (تنصت) ومعناها كما يقول ابن فارس في كتابه مقاييس اللغة: النون والصاد والتاء كلمة وادحة تدل على السكوت وانصت لاستماع الحديث ونصت ينصت وفي كتاب الله {وَأَنْصِتٌوا}.
ونصت على وزن فعل وهي مثل نشد وفي حالة زيادة التاء والتضعيف تصبح (تنصّت) ومثلها (تنشّد) والاسم منها تنصت وتنشد .
* * * *
ـ يقولون : ملفت للنظر.
ـ والصواب : لافت للنظر.
كثيرًا ما نسمع قول بعضهم : هذا المنظر او الحادث ملفت للنظر. وهذا الاستعمال خطأ . ووجه الصواب أن نقول: لافت؛ أن فعله لفت، لا ألفت، إذ لا يوجد في العربية فعل هو (ألفت)، واسم الفاعل من الثلاثي عادة على وزن (فاعل) فنقول: لافت.أما (ملفت) فهو اسم الفاعل الرباعي (ألفت) مثل (مكرم و(محسن) من أكرم وأحسن، ولا يوجد في العربية (أفلت) كما قلنا. ومعنى لفت الشيء. يلفته لفتا: لواه على غير وجهه، بياء مفتوحة، لا مضمومة. ولفته عن الشيء: صرفه. قال تعالى على لسان الملأ من قوم فرعون لموسى عليه السلام: (قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا). بفتح الياء.
• ـ يقولون: أعلنتُ الخُطبَة (ويقصدون النكاح).
ـ الصواب: أعلنتُ الخِطبَة، أو أعلنتُ خِطبَة فلان.
لأن الخِطبة (بكسر الخاء) هي طلب الزواج بفتاة، فهي خِطبَة وهو خطيبها وهي خطيبته. وأما الخُطبة (بضمّ الخاء) فهي الخطاب الذي يُلقى على جمهور من الناس، كما في خُطبة الجمعة.
* * * *
ـ يقولون: أحنى رأسه خجلاً، أي عطفه
ـ والصواب: حنى رأسه خجلاً
لأن معنى أحنى الأب على ابنه ، أي غمره بعطفه وحبه واشفاقه ومن قبيل المجاز نقول حَنَتْ المرأة على أولادها حُنُوّاً ، إذا لم تتزوج بعد وفاة أبيهم.
* * * *
ـ يقولون: هذا أمر شيق
ـ والصواب: هذا أمر شائق
الشَّوْقُ و الاشْتِياقُ نزاع النفس إلى الشيء ، يقال شاقَهُ الشيء من باب قال فهو شائِقٌ وذلك مَشُوقٌ و شَوَّقَهُ فَتَشَوَّقَ أي هيج شوقه.
* * * *
ـ يقولون: في جمع أرض أراضٍ
ـ والصواب: أرَضون، بفتح الراء
لأن الأرض ثلاثي لا يجمع على أفاعل.
* * * *
ـ يقولون: مشاكل ومعاجم
ـ والصواب: مشكلات ومعجمات
لأنها من الرباعي أشكل يشكل فهو مشكل على وزن مفعل ، ولأن مفعل لا تجمع على مفاعل.