المارد الجبّارُ-قصيدة بمناسبة العمليات في العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبابي الكرام لقد بدأ مارد المقاومة والجهاد ينفض الغبار عن نفسه بعد أن تحرر من قمقمه الذي كان مسجونا بداخله وها نحن اليوم نشاهد بعضا من تحركات هذا المارد الجبار على أرض العراق الإسلامية وهو يلحق الضربات الموجعة بفلول الغزاة المعتدين ومن هذا المنطلق رأيت أن من واجبي أن أكتب لهؤلاء الآبطال ما وفقني الله لكتابته هدية لهم وافتخارا بأعمالهم الجريئة البطولية فتحية إجلال الى أبطال الفلوجة والانبار والقادسية والى كل من رفض الوجود الأمريكي وساهم في استيقاظ هذا المارد الجبار من قمقمه الى كل هؤلاء أهدي:
الماردُ الجبّارُ
نفضَ الغبارَ الماردُ الجبَّارُ *** وعلى يديهِ تحرَّكَ الإعصارُ
ثارتْ لِهَبَّتِهِ الرياحُ قويةً *** فتطايرتْ منْ عصفها الأحجارُ
وتوهجَ اللهبُ العظيمُ مدوياً *** تغشى وجوهَ الغاصبينَ النارُ
نهضَ العراقُ وزمجرتْ آسادُهُ *** والليثُ في صولاتِهِ زأارُ
فترى البهائمَ والكلابَ ذليلةً *** تعدو وشرعُ الخائفينَ فرارُ
كمْ أورثتْ فينا الهزائمُ غُصَّةً *** كمْ أثقلتنا بالأسى الأخبارُ
عشنا بنكبتها دياجيرَ الأسى *** حزناً وعيشُ البائسين مَرَارُ
حتى أضاءتْ في الظلامِ كواكبٌ *** ببريقها تتألق ُالأنوارُ
لتنيرَ دربَ السالكين إلى الهدى *** ويذوقَ طعمَ لهيبِها الكفارُ
برجومها تلقى الشياطينُ الأذى *** وبعزمها تتغيرُ الأقدارُ
هبتْ أعاصيرُ العراقِ عتيةً *** يشقى بلفحِ هبوبِهَا الأشرارُ
إيهٍ بني هارونَ هذا يومُكمْ *** يومٌ تَفَيّأَ ظلَّهُ الأَبْرَارُ
لا تجزعوا إنَّ الثباتَ فضيلةٌ *** والنصرُ صبرٌ والجهادُ قَرَارُ
والدينُ عزٌّ في الحياةِ بنورهِ *** تسمو السماءُ وتشمخُ الأشجارُ
طوبى لأحفادِ الرشيدِ فقدْ بدتْ *** قممُ المدائنِ باللظى تَنْهارُ
فاليومَ تسطعُ في السماءِ شموسُها *** وتضيءُ وجهَ عِرَاقِنَا الأقمارُ
واليومَ تكبرُ في العراقِ كِبَارُها *** وتُدَاسُ تحتَ نِعَالِهَا الأقذارُ
واليومَ تبتسمُ الشفاهُ وتَنْتَشِي *** نَفْسُ الأبيِّ ويفرحُ الأحرارُ
وغداً يعودُ الراشدُ الميمونُ منْ *** أسفارِهِ ويُكَبِّرُ الأنصارُ
ونرى على شطِّ الفراتِ خمائلاً *** تزهو وتنمو فوقَها الأزهارُ
هذي العراقُ عريقةُ أمجادُها *** تحكي مظاهرَ عزِّهَا الآثارُ
فيها رجالٌ لاتذلُّ جباهُهم *** يستأسدونَ إذا أطلَّ الثَّارُ
قومٌ يرونَ العزَّ في استشهادِهِمْ *** لا يفزعون إذا طغى الفُجَّارُ
لايَرهبونَ إذا السيوفُ تَقَعْقَعَتْ *** يومَ الكريهةِ أوْ أُثيرَ غُبَارُ
متمطرونَ إذا العقيدةُ رُوِّعَتْ *** متوثبونَ يَمُدُّهُمْ إِصْرَارُ
يأْبَونَ حُكْمَ المعتدينَ وإنَّهَمْ *** عندَ الخطوبِ جوارِحٌ ثُوَّارُ
بالأمسِ ثارتْ بالْفَلُوجَةِ أُمَّةٌ *** واليومَ تُدْمِي الغاصبَ الأنبارُ
ياأَيُّهَا المحتلُ هذي قَطْرَة *** وغداً يَجِيئُكَ بالردى التَّيَّارُ
إنَّ الغيومَ إذا تَلَبَّدَ لونُها *** سقطتْ على آثارِها الأمطارُ
وسمعتَ قصفَ الرعدِ بعدَ هُنَيْهَةٍ *** وبدا وميضُ البرقِ والإعصارُ
========================
والى لقاء في خضم العاصفة القادمة التي ستجرف وتلقي بالأقذار خارج العراق بلا عودة
أخوكم فارس عودة
]