أخي سالم بن زايد
أسعد الله أوقاتك
- ( وآسف من الجميع إن كانت لهجة حادة جدًا ) : بل كانت حادة جداً وجداً ، وجانبت الصواب في معظمها . ولا عجب فأنت كما قلت (طبيعة عملي كأحد منسوبي وزارة الداخلية )
- (فلا بارك الله بربيعكم هذا ) ، بل بارك الله بكل من قام مطالباً برفع النير عن رقبته، ولو كان دون ذلك حياته وأملاكه ، وبارك الله وتقبل كل شهيد قتل دون حريته وشرفه وأرضه . وأظنك أخي الكريم تستقي معلوماتك من التلفزيونات الرسمية ومن مركز عملك ليس إلاّ !
- ( لنا عقول نميز بها ونحل مشاكلنا بقوتنا ) ولأهل الشام ومصر واليمن عقول ربما تكون أرجح ، وقد بارك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها وهو في أرضكم .. وسكت عن مباركتكم !
- ( نحن لا نستنجد بقوى خارجية ) : في هذا نظر !! قد يعلم نصيبه من الصدق أو عدمه المثقف الصغير !
- ( حرية الرأي التي لم تظهر إلا في سنتين أو ثلاثة مضت، وهذا نتيجة الخوف والذعر والجبن، وليس الإنسان الجبان الخائف ـ عندما يتهيأ له الجو فجأة ويبدأ يطلق لسانه إن تدمرت بلاده ـ بشجاع بل هو كما هو جبان لا خير فيه) : أرى أنه من العيب وانعدام الرجولة أن تنعت الأبطال بالجُبن ، وأنت ترى الأطفال هناك والنساءَ رجالاً ، وأنت تراهم يختارون الجوع على الركوع ، وأنت تراهم لا يعتمدون إلا على الله وحده ، على حين أنك ومن معك – أيها الكريم – تملؤون سيارات القمامة بفضلات موائدكم ، وتسير بكم عجلات سياراتكم أكثر مما تسير بكم أقدامكم ، وتسامرون القهوة والمكيف وهم يرابطون مع كتاب الله ، في جهادهم أكفر خلق الله ، لو كنتَ تعلم أيها الشجاع النبيل !
- ( لم أرَ فلسطين دولةً محررة ولم أرَ مصر مستقره ولم أرَ سوريا آمنة وأبناءها يتخاطبون بصورة الفرسان الأشاوس الذين يستطيعون قلب الموازين رأسًا على عقب وهذا كله كلام فارغ ) : فلسطين وسوريا ومصر أرض الرباط أيها النبيل إلى يوم القيامة ، وأهلها حُماة السنة إلى يوم الدين ، فادعُ لهم فذلك أجدر بك - وأنت في بلاد الحرمين – من أن تتهكم على إخوتك في الله وعلى بلاء وقع بهم ، لستَ – والله – في منأى عنه لو كنت ترى بعين مسلم ، وقلب سليم !
أمّا هؤلاء الذين يُجعجعون في المحافل الدولية والإعلامية ، فهم لا يمثلون شعوبهم ولا أنفسهم حتى ، هم أبواق وعملاء وتجار ..
- (علينا تحرير عقولنا قبل حرية ألسنتنا وعدم الإنخداع بالذات والتباهي بما يسمى بربيع عصف بنا يمنةً ويسرةً بالتعصبات العرقية والمذهبية والسياسية وكل هذا يخدم مصلحة بنو صهيون الذين تمكنوا من تسييس أطروحاتكم لتكون مرتبكة غير متوازنة ) : لو تمعنتَ بعقل متحرر من تأثير الإعلام الموجه ، والتبعية العمياء للسلطان ، لعلمت أن هذا الربيع الذي تتهكم به وبرجاله الذين أشبهوا الصحابة بجهادهم ، ما أثاره إلاّ أعداء مذهبك ، وتعصبهم لمذهبهم ، وتخطيطهم للقضاء على سُنّة نبيّك عليه الصلاة والسلام . وهم عملاء بني صهيون لا شعوبهم
- ( ولا أجد لهذا معنى إلا أن ننظف قلوبنا ونتطهر ذواتنا ونكون بلا جنسية والمرجع الوحيد الحقيقي الأدب ـ تأدبا ولفظا ـ والأصل قرآننا ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا ) : أما هذه فأؤمن عليها : آمين يارب العالمين ، مع التحفظ على قولك ( بلا جنسيّة ) وأنت أدرى مع يتعامل وكيف بهذه اللفظة .. ولعلك تعرف نظام الكفيل وما معناه الظاهر والباطن ..
- وأخيراً ، أتمنى أن تتقبل كلامي كما يتقبله الفرسان النبلاء الذين انتسبتَ إليهم ، فترد – إن أحببتَ – الفكرة بالفكرة والرأي بالرأي ، وإلاّ ، فارجع إلى نفسك واستغفر الله على ما فيها من وساوس الجنة والناس .
دمتَ بخير