بينما كنتُ أتجوَّل مرة في براري الخيال ,,عثرتُ على زهورٍ ليست كالزهور ,,جثوتُ عند واحدةٍ ,,شممتُها ,,قبّلتُها ,,وسألتُها ,,وسألتُها ,,وسألتُها ,,فأجابتني موشوشة بلغة غير كل اللّغات
قالت
أنا زهرةُ الحزن
أنا دمعةُ الضياع
لاسعةٌ كالنار
رقيقةٌ كالشعاع
عطوري خرافيَّة
لا تتلاشى,, لا تزول
لا تُسكَب في قوارير
لا تشترى
لا تُباع
أنا وليدةُ الغدر
أنا ابنةُ الظلم
حفيدةُ القهر أنا
ربيبةُ الخداع
لو ما سحقتُ قلوبَكم
ما بُحَّ نايٌ
ولا جَنَّ ليلٌ
ولا انسكبَ الضبابُ من صدرِ اليرَاع
لو ما مضغتُ قلوبَكم
ما هاجَ بحرٌ
وما ماجَ صبرٌ
وما ناحَت الأمواجُ لساعاتِ الوداع
أنا التي أخبرتُ البراري أنّكم
لستم وحوشاً
لستم نسوراً
لستم ضباع
أنا التي علَّمتكم
رحمةَ الغيث
أنشودةَ الينبوع
همسَ النسيم
ووشوشةَ الرياح في أذنِ الشِراع
لا تخافوني !!!
إنني
عزمٌ يولِّده الصِراع
والدُنيا صِراع
ماسة