|
قدْ كاْن كفّ الْموْت منْ حكماْئناْ |
فدماْء قلْب شهيْد مصْر غطاْئيْ |
وشربْت مرّ الْبيْن منْكِ بخاْطريْ |
ومن اللّياْلي قدْ لبسْت رداْئيْ |
خيْط السّراْب علىْ خيوْط خياْنةٍ |
سجعاْت طيْرٍ قاْتلاْت نداْئيْ |
أهْوَىْ عشيْقك .. ثمّ أهْوِيْ مبْتلىْ |
قاْعٌ من الْأحْزاْن ذاْك وعاْئيْ |
وجْداْن مقْهوْرٍ رماْه زماْنهُ |
ليْت الشّطوْط الْقاْتلاْت دواْئيْ |
أضْحتْ لدىْ آهاْتناْ مرْثيّةً |
قدْ كاْن يحْملنيْ الضّياْع بداْئيْ |
الآن كاْفئْت الشّعوْب بسحْقهمْ |
فسرقْت قوْتهمُ بكلّ غباْء |
الآن ياْ فرْعوْن تذْبح منْهمُ |
شعْب الْكراْمة عاْش فيْض عناْء |
تلْك النّهاْية منْ نتاْج فعالهِ |
ظلْم الشّعوْب خلاْ من الشّفعاْء |
قدْ آن للشّعْب الْعظيْم كراْمةً |
ولترْفع الْهاْماْت في الْعلْياْء |
صوْت الشّهيْد الْحرّ جاْب مردّدًا |
عاْشتْ بلاْديْ فوْق كلّ لواْءِ |
ياْ قوْمناْ منْ غفْلةٍ فاسْتيْقظوْا |
صوْت الشّهيْد معطّرًا لدعاْئيْ |
ياْ أيّها المقْتوْل فيْ كنفيْ غدتْ |
ريْح الخياْل تجوْب في أجْواْئي |
فشهيْد أنْت وإنْ أتىْ نكْراْنهمْ |
ترْويْ أهاْزيْج الْعلاْ بدعاْءِ |
فتهدْهد الْوجْداْن كالْبحْرِ الْعتيْ |
صرخاْت قلْبك فيْ زحاْم نداْءِ |
لوْ أنّ سعْدًا أوْ عراْبيْ أحْمدًا |
منحوْا رياْضكمُ دُعًا بنقاْء |
لوْ مصْطفىْ وجماْل عاْشوْ وقْتناْ |
دمعتْ عيوْنٌ بيْنناْ بوفاْء |
تبْقى الشّهيْد نسيْمُ عطّرٍ مصْرناْ |
منْ بسْمةٍ تأْتيْنناْ بضياْء |
ياْمنْ تركْت الرّوْح تفْديْ أمّةً |
وبصدْرك الْعاْريْ رددْت عناْئيْ |
أشْعلْت برْكاْنًا بقرْبك يحْتميْ |
حلّقْت نسْرًا عاْليًا بسماْء |
فهوىْ نظاْمٌ فاسدٌ فيْ لحْظةٍ |
ماْ بيْن مذْهوْلٍ بداْ وعواْءِ |
تحْياْ بلاْديْ والشّموْخ شعاْرهاْ |
والْويْل كلّ الْويْل للْجبناْء |
تحْياْ بلاْديْ غرّةً بشباْبهاْ |
فهمُ الضّماْد لجرْحهاْ بدواْءِ |
أمّ الْبلاْد وورْدةٌ برياْضناْ |
تُرْويْ عُلوُّا منْ دم الشّهداْء |